آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:56ص

‏مهازل في اليمن فقط!

الأربعاء - 07 فبراير 2024 - الساعة 07:16 ص

علي العمراني
بقلم: علي العمراني
- ارشيف الكاتب




فرج البحسني الذي كان يبدو عاقلاً وهادئاً، وصار عضو مجلس رئاسة وأصبح فيما بعد قيادياً انتقالياً ايضاً، يقول الآن : على القوات التي في سيئون أن تغادر، وتذهب لمقاتلة الحوثيين!

طيب وماذا عن قوات درع الوطن؟!
وماذا عن بقية النخب والأحزمة وعشرات الآلاف من الجيوش الأخرى؟

لا؛ هذه قوات جنوبية وحضرمية!

والمعنى إن تحرير الشمال مسؤلية الشماليين وحدهم!

أظن البحسني فاهم كويس ودارس العسكرة كويس، في روسيا! وهو فاهم إن الروس، الذي تعلم عندهم، ما يقبلون هذا الكلام من عهد بطرس الأكبر وكاترينا وستالين، وحتى بوتين!

ومثل هذا الكلام لا يمكن أيضاً أن يكون معقولاً ولا مقبولا عند المصريين ولا السعوديين ولا المغاربة ولا الإمارتيين، مثلاً.

مثل هذه المهازل لا يمكن الحديث والتعاطي معها وتبنيها إلا في اليمن فقط، وفي هذا الزمن فقط.

اللواء البحسني عارف أيضاً إن الروس الذين درس عندهم، مثل غيرهم، ما يتنازلون عن شبر واحد من روسيا، وهي الدولة الأكبر مساحة في العالم (17 مليون كيلو متر مربع) يعني مثل اليمن 34 مرة!

ولماذا يا معالي اللواء فرج؛ ما تحرّروا الشمال بقوات من كل اليمن، وتحكم أنت أو عيدروس كل اليمن، وتفكرون وتتصرفون وتتحدثون مثل القادة الذين ذكرنا أعلاه ومثل جميع ممن لم نذكر من القادة، في كل الأمم والدول، وعبر التاريخ؟!

الله يسامح؛ والمعنى أن لا يسامح؛ الذي كثر عدد هذه الجيوش والمليشيات في اليمن، وقصد أن تكون متضاربة ومتناحرة؛ وأكيد فإن من فعل ذلك لا يقصد خير اليمن واليمنيين.

وماذا عسانا نقول في مجلس الثمانية؟!

قيل إن المجلس مقاسمة بين الجنوبيين والشماليين!

وصار مقاسمة بين الإنفصاليين، والذين ما يجرؤون أن يقولوا إنهم وحدويون!

هل سمعتم أحد الثمانية يقول إنه متمسك بوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه!؟

قد لا تسمعون أبداً!

مع أننا نسمع كثيرا المتمسكين بالتقسيم والتجزئة والإنفصال.

أحد الثمانية رفع علم اليمن على سكنه، في عدن، بمناسبة عيد الوحدة، في مايو 2022، وأنزله الإنفصاليون، وغادر عدن صامتاً، وما يزال صامتاً لحد الآن!

أنا لا أشك أو أشكك في وطنية أحد لكن صمت البعض طال كثيراً!

وقد يكون غريباً طول الصمت، من البعض على وجه الخصوص، وخاصةً في وقت كهذا ومع وجود كل هذا العبث المخجل الذي يجري في اليمن.

اليمن يتيمة الآن.