آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:12م

آه يا وطني

السبت - 27 يناير 2024 - الساعة 08:01 م

محمد علي الطويل
بقلم: محمد علي الطويل
- ارشيف الكاتب


اقولها وبكل حسرة اه يا وطني الجريح الذي قطعته الحروب اربا اربا ودمرت كل جميل فيه وتوالت عليه الازمات ازمة تلو الأخرى في كل مناحي الحياة وان كان هناك سيد فالمعاناة هي من تسيد هذا الوطن رغم ان مصطلح المعاناة بتقديري الشخصي مصطلح غير مناسب لواقع الناس المعاش الذي تجاوز وصف المعاناة بكثير وكثير
ففي وطني سفكت الدماء خلال حرب عبثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى حرب جعلت من فلذات اكباد البسطاء ضحايا ووقود لها لا اكثر ولا اقل بينما قيادات هذه الحرب بعيدون كل البعد عن محارقها بل انهم اتخذوها وسيلة للاسترزاق وعلى حساب انهار الدماء الطاهرة الزكية التي سالت ومارسوا كل أصناف الفساد دون اي رحمة
ولم تقف خسائر الحرب عند الجسدية بل أيضا خسائرها المادية فادحة جدا فالبنية التحتية دمرت بقذائف الحرب المتعددة التي طالت الكثير والكثير من المباني بل ان ذلك الأثر سوف يظل شاهد للأجيال القادمة على شدة ضراوتها فرغم وعود إعادة الإعمار الكثيرة ومرور الأعوام عام تلو الآخر إلا ان آمال الناس بإعادة الإعمار سجينة ركام الحرب
البلد إلى اليوم تدفع الثمن باهظ وتشهد صعيد انساني سيء تماما عوز وفقر وجوع وبطالة وعملة فقدت قيمتها وغلاء ومرتبات لا تساوي شيء وكل ما لا يتصوره عاقل ويقبله جاهل
بالمختصر المفيد نعيش في بلد طغت فيه السياسة واهدافها الضيقة على مصلحة الناس العامة وكثرت التشكيلات العسكرية وتعددت الولاءات حسب الأهداف المرجوة ووقفت كل تلك التباينات والاختلافات عائق امام تظافر الجهود وتحسين حياة عامة الناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والسياسية واضاعت المسؤولية طريقها الصحيح
فمتى يدرك متطفلي الامس كوادر اليوم ان مصلحة عامة الناس تعلو على كل المصالح الانانية الضيقة ؟