آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:26م

دموع توفيق جزوليت في مشهد العودة بعد ثلاثين عاماً

الثلاثاء - 23 يناير 2024 - الساعة 03:33 م

هادي شوبه
بقلم: هادي شوبه
- ارشيف الكاتب



من أجمل المشاهد واللحظات المؤثرة التي كنت حاضراً فيها هي أثناء استقبال الإعلامي والأكاديمي المغربي الدكتور توفيق جزوليت في مطار العاصمة عدن الدولي برفقة الأستاذ لطفي شطارة وكل من الدكتور محمد جعفر، ومحمد عبد الهادي، والزميل سهيل سعيد، ففي تلك اللحظات جعلت نظري ثابتاً قدر المستطاع على الدكتور توفيق جزوليت منذ الوهلة الأولى التي أقبل فيها علينا، لم أغفل عن تحركة وخطواتة التي كان يتقدم بها نحونا، وعند اقترابة منا بادرنا بالمصافحة والسلام علية وخلال سعادتنا جميعآ أثناء تلك اللحظات الحميمة، اجتاحنا شعور مفاجئ مزج أجواء السعادة بالحنين والمحبة وألم فراق دام ثلاثين عاما.

لا استطيع وصف ذلك الشعور الذي داهمني خلال وقوفي أمام الدكتور توفيق جزوليت عندما رأيت دموعه تنهمر أثناء احتضان الدكتور محمد عبد الهادي، فكأن نسيم هب علي ليقيد الجوارح والحواس ويعزلها مؤقتاً مع هذا المشهد ألمُلهم، وفي تفاصيل المشهد رأيت بكل دمعة نزلت من عينية الكثير من العناوين التي كانت بصياغة مشتركة بين الأرض و الإنسان، ورأيت فيها استحضار أثر عز المقام في دمع المُقيم العزيز، وأبرزت عظيم الشوق والحنين للأرض وأهلها الطيبين، وأظهرت المكانة العالية التي تتربعها أرض الجنوب في ذات متيماً اكتوى بألم فراقها لثلاثين سنة، وسعادة عظيمة لاتوصف عند احتضانها بالدموع، تلك الدموع التي قابلتها في الجانب المُستقبِل دموع الدكتور محمد عبد الهادي، ودموع المتواجدين بتلك اللحظة، التي تُمثل دموع الوطن المشتاق لناسة.

تلك بعض تفاصيل دموع رجل عظيم لأجل وطن وشعب عظيم، فقد كانت دموعة تحمل الكثير والكثير من العناوين التي لن يسعني جمعها في هذا المقال، وبعد تلك اللحظات التي سارع فيها الجميع لاسدال الستار عليها كان بكفكفة الدموع على عجاله، و حديث عارض ترافقة دعابة مستعجله لتغيير وجهة تفاصيل اللقاء المتسم بشفافية الحنين وصدق المشاعر، حينها بادرت بالحديث مع الدكتور توفيق جزوليت بالحديث لأخذ تصريحاً منه عن شعورة بالعودة إلى العاصمة عدن بعد 30 عاما منذ آخر تواجد له فيها، والذي اجابني عن هذا بكلمات نابعة من قلب في جوفة مكانة عظيمة لهذا الوطن، وبنبرة صوت صادق في قناعاتة الراسخة بعدالة قضية الجنوب، بتصريحات من أحد أهل هذه الأرض التي كان شاهد عيان فيها على ماتعرضت له من ظلم واعتداء غاشم، فحرصت بعد حصولي على التصريحات بصوته الذي سيمكث مرتبطاً بالمشهد واللحظات المؤثرة في ذاكرتي إلى ما شاء الله، على عدم طرح المزيد من الأسئلة لإعطائة الفرصة للراحة من عناء السفر الذي أيقن تماما بزوالة عنه عند اول موضع لقدمة على أرض العاصمة عدن.