آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-11:42ص

القرارات الاخيرة للمجلس الرئاسي.. هل حان وقت الدمج القسري ؟

الجمعة - 05 يناير 2024 - الساعة 09:21 ص
عبدالناصر السنيدي

بقلم: عبدالناصر السنيدي
- ارشيف الكاتب




عند تأسيس المجلس الانتقالي في الجنوب وفي ظرف حساس جدا كان عليه ان يسلك واحد من طريقين لا ثالث لهما ..
-ان يعلن الطريق الثوري الذي ينتهي بإعلان دولة الجنوب من جانب واحد ويتحمل تبعات ذلك ..

- ان يسلك الطريق الامن كما اعلن   رئيسه  عيدروس الزبيدي مرارا وتكرارا وهو يعني اي الطريق الامن طريق السلم والحوار ..

بعد جولات  من القتال في كلا من عامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩ ذهب الانتقالي إلى الرياض في جولات من المباحثات الصعبة والمعقدة جدا والمتداخلة انتهت بتشكيل المجلس الرئاسي كنسخة يمنية خالصة تشبه اتفاق الطائف اللبناني وهي وضع كل من لديه قوات على الارض في قمة السلطة كمرحلة اولى للسيطرة عليها من خلال حصارها ماليا لتصبح عبئ على اصحابها والموافقة اخيرا على دمجها ..كان حلا مؤلما للجميع الذين طالما حلم كلا منهم بالاستئثار بالسلطة وحيدا مهمشا الآخر متامرا عليه لينهيه باي شكل من الاشكال ..كان الامر ليس سهلا خصوصا ان الممولون لهم تفكير مختلف واللعب اصبح مكشوفا ..لا مناص من توحيد هذه التشكيلات العسكرية ورصها في طابور واحد لتمر عبر جسر العبور الوحيد وهو السلام ثم المرور في طابور عبر المرحلة الانتقالية والتي سوف تستمر من اربع إلى خمس سنوات !!

هاهي سنه ونصف تمر دون اي تقدم، لم يجرؤ اي فصيل ان يقنع مناصريه بالدمج الحتمي مع الآخر لاختلاف الاجندات لهذا ظل الوضع يراوح مكانه ،مع فشل ذريع في الامن في الاستقرار، في الاقتصاد انهيار عمله، خدمات عجز في دفع الرواتب، عدم قدره على وضع ميزانية. فساد.. كل شي واقف مكانه ...لماذ؟

لان ماوقع عليه لم ينفذ حتى الآن مازال الجيش منقسم ،الامن منقسم، الكل قابض على ماتحت يده ،لا توجد ثقه بالمطلق ..والنتيجة صفر للجميع ...

من ركز على خطابات رئيس الانتقالي عيدروس، سيدرك ان هناك شي سيتغير !!
وقد بدا انه ادرك ان الحاله واقفة ويجب  تحريكه مياهها، والبدء بالعمل كلماته هي إشارات لدمج الحتمي وقد توقعت ذلك مباشره في مقالات عدة  ..
ان دمج الاجهزه الامنية والجيش بات قاب قوسين او ادنى وهاهي قرارات الامس بدمج اجهزة الامن السري القومي وآمن الدولة في كل المكونات بجهاز واحد دليل مرحلة جديدة

انا اتوقع ان القرار القادم هو دمج القوات المسلحة كلها تحت امرة وزير الدفاع بكل صنوفها مهما كانت من العمالقة إلى الزرانيق، لان هذا هو الصح وفق اتفاقات تم توقيعها، وإلا فإن الخمس السنوات القادمة ستكون الفوضى والحرب الاهلية، لان رخاوة الدوله ستجعل كل امير من امراء الحرب يطمع بالسلطة ... يجب ان تستقيم الدولة، اي دولة مهما كانت لانها بدونها مافيش حياة طبيعيه الا لمن يستطيع البقاء فقط ..

هل هذا صح او خطاء للقضية الجنوبية..،؟
 هذا ليس محور حديثي الان ،
محور حديثي، ان البديل للدمج حسب الطريق الامن سيكون الفوضى العارمة، وخراب مالطا فوق ماهي خربانه ..

نحن مع الدمج حتى تسير العجله، وتعمل المؤسسات ،وتتقلص الازدواجية في السلطه، ويتوحد التفكير والبناء واستيعاب المساعدات الدوليه، وجبر الضرر وترتيب المؤسسات، ودمج الكادر المؤهل القادر على العمل ,لانه الوحيد القادر على تغيير الصوره الى الافضل ,وتاهيل الشباب، وتهدئه النفوس والتقليل من الشعارات دون عمل، والاتجاه للعمل المثابر وترك الخبز لخبازيه من المتخصصين ....

الانتقالي فهم اللعبه جيدا,ويقع عليه ضبط إيقاعه ،والدخول إلى المرحله الجديده برزانه، والرزانه لن تاتي الا بالدفع بالعقول الناضجه الى الامام ،وسماع صوت العقل والخبره والتجربه، لكن الانتقالي يواجه الان صعوبه في إقناع مناصريه ،بعد رفعه لسقوف عاليه وتخوين الآخرين، ولكن اعتقد ان الامور سيتم تقبلها بمجرد تغيير الخطاب الإعلامي بما يتواكب مع المرحله .... 

علينا ان لا تتصور ان الدمج هو مجرد قرار فقط، وسهل المنال، بل صعب ومعقد، خصوصا والمغنون على ليلاهم كثر، لهذا نطالب الجميع بحسن النوايا، لان الدمج الحالي هي الفرصه الوحيده لانقاذ السفينه التي تتغاذفها امواجا عاتيه، ..تتقاذفها بقسوه بلارحمه ولا هواده.... 

                عبدالناصر السنيدي