آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-05:11م

حضرموت..  و السلام المنتظر

الجمعة - 15 ديسمبر 2023 - الساعة 02:27 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لقد بات إتفاق السلام لحل الأزمة اليمنية  يلوح في الأفق و أصبحت بنوده قاب قوسين أو أدنى لتجسد على أرض الواقع يأتي كل ذلك   بعد جهود متسارعة  ورحلات مكوكية متعددة قادها المبعوث الاممي إلى اليمن إلى جانب رغبة سعودية جامحة بمغادرة المشهد اليمني المؤرق لها بدون  أن تحمل على  عاتقها أي تعويضات أو إلتزامات أوضمانات  لليمنيين بسبب تلك  الحرب العبثية الشنيعة. 

 لقد أبرم إتفاق السلام وإنهاء الحرب   بعد أن أقتنعت حكومة صنعاء وحصلت على ماتريد من خيرات الملف الاقتصادي كونها الطرف الأقوى بينما مررت ورقة الاتفاق  على بقية القوى التي ليس لها حق الاعتراض كونها منزوعة الارادة مسلوبة القرار  كل ذلك الاتفاق أبرم بعيدا عن الملف السياسي الملغم بخبايا كثيرة.

يؤكد ذلك المشهد المنتظر  الذي يأذن ببداية مرحلة جديدة أن  الطيور طارت  بأرزاقها بينما  ظلت حضرموت مصدر الرزق  لاتزال تعيش وسط واقعها المؤلم شاغلة نفسها بخلافاتها الداخلية  والشخصية السخيفة في الوقت الذي تم القفز على حقوقها السياسية و الاقتصادية دون مراعاة لها كونها تمثل غالبية الثروة والموارد  وسبب ذلك  يعود في جزء كبير منه الى الضعف البنيوي و الفكري وحداثة العهد بالعمل  السياسي مما جعلهم منهمكين في خلافاتهم البينية ومصالحهم الخاصة دون نظرة مستقبلية بعيدة لقيادة حضرموت لبر الامان ".

لقد عانت حضرموت كثيرا من  النزغات السياسية الحضرمية الغير مدروسة مما جعلها على مفترق طرق بعضها غير آمن ويجرها لمربع التبعية مجددا حيث يبدو المشهد  أن هناك  حرب تحاك من نوع  آخر وذلك بتوظيف القوة الناعمة والادوات النفسية والإعلامية المدعومة في ثنايا ذلك الخلاف الإقليمي على أرض النفط والثروة مما ينتج عنه  تفكيك المجتمع  وتغيير العقول والافكار  لصالح الداعمين لذلك وجب على المكونات الحضرمية  الحية تعزيز جبهتها الداخلية وتقوية لحمتها الوطنية مع ضرورة التنسيق المستمر والتعاون المثمر في ما بينها من  أجل إنتزاع حقوق حضرموت المشروعة الغير قابلة للمساومة التي تنبع من عدالة القضية الحضرمية ومعاناة المواطن البسيط تلك الارضية الصلبة الضامنة لنجاح  المشروع  الوطني الحضرمي مع ضرورة البعد عن لغة التفرد والتخوين والانتقاص من الاخرين  و نبذ اي صوت يدعو للعنف و الخراب.

حتما ستظل حضرموت درع الوطن الحصين وسراجه المنير وحصنه الواقي وسنده المنيع في أي إتفاق سلام قادم  لأنها رمز العدالة والسلام والشعلة التي ظلت تضيء للوطن طريق الحياة عندما دمره الاخرون  .