آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-11:42ص

توحيد القوات المسلحة .. هل كلمة عابرة ام مشروع ؟

الجمعة - 15 ديسمبر 2023 - الساعة 01:31 م
عبدالناصر السنيدي

بقلم: عبدالناصر السنيدي
- ارشيف الكاتب


في كلمته عند افتتاح الاكاديمية الحربية قال نائب رئيس مجلس الرئاسة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ..قال كلمة استوقفتني كثيرا وربما استوقفت الكثيرين ..وهي ان القوات المسلحة التي تم تشكيلها بعد الحرب الاخيرة ٢٠١٥ تحت امرت وزير الدفاع !! كلام رائع جدا ورغم انه مختصرا جدا واثلج صدر كل وطني يدرك معناه ويفهم فحواه ويفند احرفه بصدق لايحمل التأويل ..لكن هناك من هاج وماج ورعدا وازبد اين الشهداء وماذا وكيف ؟ لماذا نتوحد مع علم وشعار الوحدة ؟ وكيف نعود لباب اليمن ؟ بل إن هناك من يرى في لبس البدلة العسكرية وشعارها وشاراتها خيانة عظمى !!

هذه الكلمة ببساطتها شكلا الا انها تحمل مضموناً عميقا يجب الوقوف عنده لانها ليست مجرد كلمة سقطت في نشوة قائد في لحظة معينة هكذا جزافا بل مشروعا وطنيا ..منها وعليها يبنى الكثير ..ومنها وعليها ترسم خطط التغيير ..منها وعليها ستتخذ قرارات هيكلة وخطط مشتركة وغرف عمليات وتغيير جذري ليس فقط لخوض معركة مشتركة بل لعمل تنظيميا قصير ومتوسط وطويل الاجل ..
توحيد القوات المسلحة هو الحل الامثل لهذا التشرذم ولهذا الهدر في المال والقوى والوسائل والجهد وهو الحل للاخطاء البشرية التي نراها يوميا دون ان نتمكن من نقدها او إصلاحها او حتى تغييرها وهو الحل لتوحيد المجتمع ككل ..وهو الحل لترميم ماخرب وقطعت واصاله من نسيج مجتمعي والتي كانت  نتاج مرحلة معينة لها ظروفها التي لانستطيع محاكمتها بحكم حتميتها لكن إن لهذه المرحلة ان تنتهي وبدء مرحلة جديدة للتغيير وهي التوحد !!

ان اهمية كلمة القائد عيدروس الزبيدي تكمن في اللحظة التاريخية التي يجب استثمارها فورا ومد جسور التواصل من الان وتشكيل هيئة عليا في وزارة الدفاع لهذا الغرض تطرح الافكار وتبلور الحلول في هذا الشان لانها عملية ليست سهلة كما يتوقع البعض بل مضنية وصعبة وقد تظهر الكثير من الإشكالات اثناء التنفيذ لان استيعاب الامر العسكري  لقوات نظامية وقوات شبه نظامية سيكون صعبا ويحتاج لنوعا من الحكمة والذكاء والتدرج ...

لقد اصبح توحيد القوات امرا ضروريا ملحا ليشكل رافدا قويا للقوات وتوحيد العقيدة والانتماء للارض بعيدا عن الاختلافات السطحية في القشور الفكرية وفهم تعقيدات المرحلة والتفكير بتجرد من النرجسية او تحميل القوات المسلحة تبعات الانتماءات السياسية التي كانت في كل المراحل هي الهدامة لاي قوات مسلحة...

ان القوات المسلحة المستقلة عن القرار السياسي المنتمية للوطن وحدها من تحمي الوطن وتجعل منه محصناً من اي عواصف او اهتزازات 
ولنا في مصر وتونس قدوة حيث إن جيشي البلدين التي بنيت على اساس احترافي وقفت امام اكبر عاصفة هوجاء في التاريخ المعاصر وهي الربيع العربي وهاهي مصر اليوم تشهد اكبر طفرة ونهضة اقتصادية في تاريخها رغم الظروف المحيطة ...

عزيزي القارئ الكريم حان الوقت كي ننهض وحان الوقت كي نعمل باجتهاد وحان الوقت كي يتجرد الجميع من  فكر التكسب المادي اوفهم المسؤولية  انها تعني إصلاح الوضع  الخاص ..بل إن المرحلة تحتاج إلى قاده استثنائيين فدائيين ناكرين للذات يعملون ليل نهار من اجل غايات عظيمة جدا وهي حمل قطار القوات المسلحة المتهالك بعد اعادة ترميمه ووضعه على سكة الحديد من جديد ..كيف ذلك ؟ ان في كلمة القائد عيدروس الزبيدي شفرة فتح المظاريف وبدء الانطلاق  واقول لكل صاحب قرار وعلى راسهم سيادة الوزير ..لقد اتاكم النباء العظيم من صاحب القرار فانتهزوه وانطلقوا على بركة الله ...

            عبدالناصر السنيدي