آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-07:50م


الجبايات جريمة

الإثنين - 04 ديسمبر 2023 - الساعة 07:08 م

علي المحثوثي
بقلم: علي المحثوثي
- ارشيف الكاتب


 

#الجبايات حرام، وأخذها من كبائر الذنوب، وتسمى في كتب اللغة والشريعة (مكس ومكوس)، وفي صحيح مسلم عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المرأة الغامدية التي زنت ثم تابت قال: والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له. بمعنى أن أخذ الجبايات أعظم عند الله من الزنا، وكلاهما من كبائر الذنوب، قال الإمام النووي: فيه أن المكس من أقبح المعاصي والذنوب الموبقات. قال الطيبي: وفيه أن المكس من أعظم الموبقات وعده الذهبي من الكبائر، وقال عن الجابي: وهو شر من اللص. ووردت أحاديث في أسانيدها مقال في الترهيب من الجبايات والمكوس كحديث عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة صاحب مكس) رواه أبو داوود صححه ابن خزيمة والحاكم على شرط الصحيحين، وبإسناد يحسنه بعض أهل العلم عن رويفع مرفوعا: إن صاحب المكس في النار . ومن يرضى لنفسه النار، والجبايات من أعمال الجاهلية، وقديما قال الأول عنها: 
أفي كل أسواقِ العراقِ إتاوةٌ .. وفي كل ما باعَ امرؤٌ مكسُ درهمِ.

وفي بلادنا لم تعد حراما فحسب، بل صارت جريمة في حق الوطن والمواطن، لأنها تؤخذ بطريقة لصوصية تذهب إلى جيوب نصّابي المناصب، دون أن يكون لها أثر في نظافة أو تعليم أو صحة، كما أن ضررها وصل إلى كل بيت وخاصة البسطاء والفقراء، وذلك أن الجابي يأخذ من التاجر، والتاجر يرفع السعر على المواطن ليعوض الجباية، إذن الجبايات قتل اقتصادي للمواطن المغلوب في الوطن المسحوب، ومادام أن الجباية يصل ضررها إلى كل بيت، فيجب على المسؤولين إيقافها، وإلا فيجب على خطباء المساجد رفع صوتهم عاليا في إنكارها، ويجب على رجال الكلمة والثقافة والشعب عامة أن يشاركوا في إيقافها كلٌ بصوته وقلمه.
ورسالة للجباة: كلوا ماشئتم من الحرام، لكن لكم وقفة حساب وعذاب مع الله، وياويل من كان اللهُ خصمه في الدنيا والآخرة.

علي المحثوثي