آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:43م

كيف تبدو المدينة الناجحة ؟

الخميس - 30 نوفمبر 2023 - الساعة 06:21 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


عدن المستعمرة البريطانية السابقة منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا وهي "محلك سر"، لكن ما الذي يجعل المدينة مزدهرة وحية وتملأها الراحة والرفاهية ؟ ما هي العلامات التي يمكننا من خلالها استنتاج ما إذا كانت المدينة تعيش و تتطور أو تموت؟ وماذا يستطيع الإنسان أن يفعل لمدينته؟.

أعتقد أنه ليس من الصعب أن يحترم المرؤ نفسه والناس والمدينة من خلال عدم رمي القمامة وأعقاب السجائر واوراق القات وزجاجات الماء والاكياس في شوارع المدينة وعلى ضفاف الشواطئ والجبال فالأمر ليس صعبًا للغاية، ولكن سيكون من العوامل اللطيفة التي تساعد على عيش الجميع في مدينة نظيفة وحضارية.

من المستحيل جعل مدينة عدن مريحة ونظيفة وآمنه دون مكافحة الفساد وسيطرة ورقابة الدولة على الموارد المالية والاتصال المباشر مع السكان ، والسؤال هو لماذا لا توجد اليوم في عدن منصات رسمية تفاعلية حيث يمكن للجميع ترك مقترحاتهم وتفاعلاتهم وملاحظاتهم وشكاويهم عبر الإنترنت في امور المدينة، او مثلا المشاركة في تصويت اليكتروني لتنفيذ مشاريع معينة مما يخلق صورة إيجابية للمدينة وطنيا ودوليا.

إن جميع المدن الصغرى والكبرى في العالم تعتبر رأس المال البشري موردا رئيسيا للتنمية، فلا شيء يؤثر على تكوين الشخصية أكثر من البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، لذلك لابد لقيادات  المدينة ان تعطي اهتمامًا خاصًا بالمجال الاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم والتوعية الاعلامية وكذلك فتح "مدرسة عدن الإلكترونية"، وهو مشروع يجمع بين أساليب المدرسة التقليدية والتقنيات الرقمية الحديثة، حيث أصبح هذا الاسلوب أكثر شعبية في بلدان وعواصم أخرى حول العالم .

لماذا لا يتم إيلاء اهتمام خاص لقضايا جذب الاستثمار والسياحة وتفعيل دور الميناء والمطار وأمن الطاقة من أجل تزويد المدينة بالتطورات الجديدة وكذلك بإمدادات طاقة موثوقة وثابتة  من خلال مخطط بناء محطات  كهربائية جديدة ،كذلك بناء محطة معالجة الصرف الصحي والتي ستجعل من الممكن تغطية المدينة وضواحيها ومناطق التطوير الجديدة بنظام صرف صحي مركزي .

اين هي الأفكار حول كيفية تحسين البيئة الحضرية من محطات الحافلات وإعادة ترميم المعالم الأثرية والقلاع والفنادق والمتاحف والمطاعم السياحية المدمرة، اين نحن من ثقافة فن الشارع ، من رسم اللوحات الجميلة بأنواعها والنحت والمصنوعات التقليدية،  فالثقافة الفنية تساهم في حل النزاعات وراحة النفس.    

كل مدينة لديها مركز عصري و تاريخي و هناك إجماع عام في عدن على الرغبة في انشأ هذه المناطق وخاصة التاريخية منها، فالمدينة لديها شواهد على ذلك في شوارع المشاة والمباني التاريخية ومقاهي الشوارع والازقة والمعالم الاثرية، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون للجزء التاريخي بنية تحتية خاصة به ومتجانسة مع متطلبات العصر على شكل مباني مرممة، حيث بالعادة يصبح الجزء القديم من اي مدينة موضوعاً للتحول والجذب والاستثمار ،فهذه الأماكن مهمة جدًا لأنها المناطق التي يتدفق اليها السياح أولاً.