آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:43م

حضرموت والحضارم إلى خير

الأحد - 08 أكتوبر 2023 - الساعة 04:53 م

عدنان بن عفيف
بقلم: عدنان بن عفيف
- ارشيف الكاتب


لانبالغ إذا قلنا أن العالم المهتم بشأن اليمن برمته يتابع ويترقب مجريات الأحداث المتسارعة بالمنطقة، خصوصآ بعد تحركات الحضارم وتأكيدهم العزم على إنشاء مجلس حضرموت الوطني والإعلان عن هذه الخطوة النوعية خلال الأشهر القريبة الماضية من عاصمة القرار العربي والإسلامي بدعم صريح ورعاية أبوية أخوية كريمة ومخلصة من الجارة العزيزة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية على مرأى ومسمع الجميع.

هذا الإعلان الذي أتى لينهي أطماع المحتلين الجدد من أدوات الثراع في جنوب اليمن وشماله ، وتحقيقآ لرغبة حضرموت والحضارم في النأي بالبلاد والعباد عن بؤر الصراع المحتدم واللهث المكشوف بغية السيطرة على قرار وثروة ومكانة حضرموت.

وهنا يتجلى صريحآ حاجة العالم إلى سلام شامل وعادل يسود المنطقة وتتولى حضرموت العظيمة حمل رأيته النموذجية المثلى ، كونها مهيأة للقيام بدورها التاريخي ، ونظرآ لما تمتلكه من إمكانات هائلة ومكانة عميقة وشاسعة.

حضرموت التي خاض أهلها – ومازالوا – مراحل طويلة ومنعطفات خطيرة ، أثبتت خلالها رجاحة كفتها وعلو كعبها بتعاطي مسؤول في مربع الأحداث الملتهبة ، التي عانى منها الجميع ، واستفاد منها تجار الحروب ، وطاب لهم فيها اللعب على رؤوس الثعابين.

ومع كل هذا فإنه ينبغي على الكل أن يفهم ويستوعب الدرس الحضرمي البالغ الأهمية ، والذي بعث رسائل السلم والسلام والأمن والأمان والعطاء والوفاء المؤكد بما لا يدع مجالآ للشك، وبرهنت فيه حضرموت فطرتها ورسالتها الباعثة للنظام والقانون ، والعاشقة للوسطية والإعتدال على مدى الأزمنة، ويشفع لها في هذا على سبيل المثال لا الحصر إسهامها التاريخي في نشر رسالة الإسلام السمحاء السامية .

ومن هنا – أيضآ – يتوجب على الحضارمة أن ينفضوا عن حضرموت غبار السكوت الملفت فيما مضى ، والذي فتح شهية المتصارعين على النيل منها والسيطرة عليها بشتى الوسائل والأدوات والسبل .

وعليه يتأكد يومآ بعد يوم ضرورة أن تقول حضرموت الكلمة الفصل ، من خلال وحدة صف أهلها، وتماسكهم وتشبثهم بقضيتهم الحقوقية العادلة، اغتناما لفرصة الإحتضان الصادق الملموس الذي نالته من أشقائها والعالم. والذي برزت ملامحه في فتح الأبواب المغلقة ومد الأذرع القوية وتهيئة الأرضية المناسبة ، التي لن تصل بحضرموت والحضارم والجميع إلا إلى خير ، وإلى كل ماتصبو إليه من صون كرامتها وسيادتها وقرارها على أرضها بشراكة إستراتيجية اقليمية ودولية عادلة تعود بالنفع والفائدة على الجميع.