آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:17ص

المنظور الاهم لمشاركة الانتقالي في اجتماع جمعية الامم

الجمعة - 22 سبتمبر 2023 - الساعة 12:36 ص
خالد الحصني

بقلم: خالد الحصني
- ارشيف الكاتب


تعددت الكتابات والتحليلات واستطلاعات الرأي حول مشاركة وفد اليمن في اجتماع الدورة الـ 78 للجمعية العامة للامم المتحدة اذ بان التناوى بتشكيلة الوفد بضمه لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الشرعي رشاد العليمي ونائبه عيدروس الزبيدي الذي بالمقابل يترأس المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بفك الارتباط عن الشمال واستعادة دولته الجنوبية…

وبعيداً عن ماتناوله الاعلام المحسوب لاسيما على الاطراف السياسية اليمنية محلياً التي بالغت في محاولة تأويل هذه المشاركة لتوجيه الراي العامة بغية اكتساب انتصارات سياسية محسوبة،

بمنظور عام تنعقد دورات الجمعية العمومية للامم المتحدة الدورية ليس بالضرورة لجوانب سياسية بحتة كما يصورها متربصو الاعلام في الشعب التي تشهد ازمات وصراعات سياسية خصوصاً فقد يطرى مناقشة الاوبئة والكوارث الطبيعية على محاور اجتماعات الدورات ليس وكانها عقدت خصيصًا لهذا الشعب او ذاك، لكن الاهم ان كل ممثلي شعوب العالم تمتلك الحق في تقديم الاحاطات لمعالجة او تسوية صراعاتها، وان اي اعضاء وفد حتماً سيكونوا على وفاق تام حول مايحيطوا به مجلس الامم، بمعنى ان كانت هناك احاطة يقدمها رئيس شرعية اليمن لن تاتي الا باطلاع وموافقة عضو الوفد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لايمكن ان يقبل اي احاطات تقدم تمس بمصلحة الشعب الجنوبي الذي فوّضه، وبالمقابل لن يستطيع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي احاطة مجلس الامم بشئ يمس وحدة وشرعية اليمن لوجود رئيس الوفد الشرعي ممثل اليمن الذي لايقبل او يمرر احاطات كهذه..

باستنتاج بسيط كهذا سيبرز ممثلي الوفد اليمني بغض الطرف عن انتمائاتهم السياسية كباحثين عن حلول سياسية عادلة، والمستفيد من العدل هو الباحث عنه ولا محالة سيكون المجلس الانتقالي من تميل نظرة العالم صوبه كونه يحمل مطلب شعبه العادل..

بمنظور ثان وجود المجلس الانتقالي ضمن وفد اليمن يبرهن ثقل هذا المجلس الذي لا تعترف فيه السلطة الشرعية واتت برئيسه كشريك لجمعية الامم، لاتكون بمخض الارادة بل بضغوطات اطراف دولية تحسب حساباتها في تسوية اوضاع اليمن، حيث وقد نشرت صحيفة الفينانشيال تايمز الأمريكية أنّ الولايات المتحدة تعمل جاهدة ‎لتقارب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الامارات العربية المتحدة بشان الانقسامات في اليمن وفي تقرير لها نشرته امس الاول (ضغطت الولايات المتحدة من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لأنها تشعر بالقلق من أن الخلافات بين الجارتين الخليجيتين قد تؤدي إلى تقويض جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن وعَقد بالفعل وزراء خارجية الدول الثلاث اجتماعا الثلاثاء على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقا لما أعلنه الوزير بلينكن صباح امس، وذيلت الصحيفة بالقول تدعم السعودية الحكومة اليمنية الضعيفة ولكن المعترف بها دوليا، في حين تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد فك الارتباط  غيرها من الصحف وبعض الايعازات والتصريحات من مسؤولين في اطراف دولية تشير الى الوضع نفسه..

كل ما يهمنا كمتابعين حريصين للتوجه السياسي العالمي العام الراهن يمكننا ان نوصل لخلاصة القول ان اشراك المجلس الانتقالي باجتماعات دولية كهذه تعد فرصة ذهبية لمقابلة وفود دول وصانعي قرار عالمي لابراز قضية يحملها ولو غير رسمياً الى مكانها التي يجب ان تصل اليه لحسمها عندما تفرض معطيات التعامل معها رسمياً .