آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-07:31ص

رسالة لحلف قبائل أبين الجامع .. الفكرة اذا لم تطابق المضمون تتبخر

الخميس - 21 سبتمبر 2023 - الساعة 12:00 ص
عاصم قنان الميسري

بقلم: عاصم قنان الميسري
- ارشيف الكاتب


يقول علماء الماورائيات اصحاب نضريات الميتافيزيقيا (إن كل ماتفكر به اليوم يتكون فكرة ثم تتحول الفكرة لخبر ثم يتحول الخبر لواقع ،فكر بأي شي جميل تجده وفكر بأي شي سلبي تتوقعه يحدث وكل هذا من نتاج طاقة العقل العظيمة التي لايستخدم الأنسان الطبيعي منها سوى ٣٪ فقط ) فالأفكار الجيدة دائما" ما تجذب كل ماهو جيد سوى شخص جيد او مناخ جيد او معونه او حتى تشابه أفكار مع اشخاص آخرين تجذبهم في حياتك يكونوا لك أهم عنصر مساعد للوصول للغايات التي تنشئ بعد ان كانت فكرة وتطبق واقعا" وهذا توضيح عملي مبسط للمقوله اعلاه .

قبل أشهر ماضية ظهرت فكرة جيدة في اقامة مشروع قبلي ربما كانت فكرة قديمة ولم تتوافق مع مستوى وعي المجتمع حينها حيث كانت أبين تشهد أوضاع مستقرة نسبيا" ولكن الفكرة ترسخت للمستقبل فالأفكار الجيدة تبقى والمواقف لذالك المفكرين دائما" هم الشريحة المهضومة في المجتمعات واكثر من يتذكرهم الناس بعد رحيلهم ، فالفكرة التي ظهرت مؤخرا" وجدت لها مستوى وعي وأفكار متطابقة بل حاجة ملحة يحتاجها الناس لخدمتهم والتحدث بأسمهم في وضع معقد سياسيا" وعسكريا" واجتماعيا" تشهدة محافظة أبين وهي فكرة وجود حلف قبلي أجتماعي جامع للكل تحت مضلة واحدة لتصبح الفكرة هذة صوت وخبر قوي بين أطياف المجتمع الأبيني الذي تأذى كثيرا" من العبث والفساد والحروب ،تحتاج أبين اليوم لكل الأفكار الجيدة ابرزها تلك التي تحولت لخبر وجذبت آخرين يفكرون بنفس المستوى وتجمعت مع بعض وشاع الخبر السار بدعوة تأسيس(حلف قبائل أبين) الخبر الذي انتظره الكثير وانا شخصيا" لسنوات ودعيت لأجله ولكن كانت دعوة وفكرة منفردة ولم يكتب لها التجسد كواقع مثلما حصل قبل أشهر وبدئت الفكرة هذة تتقوى وتشمل شريحة كبيرة من الناس في أبين وتم تشكيل اول عمل لها تحت أسم(منسقية حلف قبائل أبين ) باركنا الخبر الذي تبناه اعلاميا" الشيخ محمد حسين المنصوري وباركنا العمل الذي تمثل على ارض الواقع برئاسة الأخوة المشائخ الذين كانوا نواه لمنسقية الحلف وعلى راسهم الشهيد صاحب المواقف المشرفة الشيخ/محمد كريد الجعدني رحمة ربي تغشاه الذي ربما لو لم يحدث خلاف في بداية التأسيس وتضيع جهود اقامة حلف جامع حينها لما كان تحرك الشهيد يوم استهدافه بصفة شخصية بل كان سيكون برفقته كل مشائخ وقبائل أبين الأبطال ضد تلك العصابات الغادرة ووللقبائل دور كبير في التصدي لهذة الجماعات التخريبية وكذا لاننسى دور الشيخ الخضر سليمان الزامكي والشيخ محمد حسين المنصوري والشيخ والشيخ حيدرة دحة والشيخ الخضر البدري والصحفي حسين البهام وغيرهم من الأسماء التي اتفقت في تأييد الفكرة وتفرقت في المضمون والهدف منهم الشيخ وليد الفضلي وجمال العاقل والشيخ علي القفيش والشقي والعطوي وكثير لا اتذكرهم الان ولكني اريد ان اوصل رساله ان عاقبة النزاع والتفرد بالرأي دون الجماعة فشل وأنهيار ، فقد هيئ الله عز وجل لتلك الفكرة عوامل مساعدة في مناخ ووقت مناسب تحتاجه أبين وأشخاص يشتركون بنفس الفكرة والهدف خصوصا" الرجال في اللجنة التنسيقية وعملوا مع بعض واستطاعوا خلق واقع بعد ان كان خبر وقبل ان يكون الخبر مجرد فكرة إيجابية ،وهكذا الأفكار الأيجابية صدقوني لاتموت ولا يمكن ان تصبح مجرد خيال الا اذا خالطها نوع من شهوات النفس يكفي ان يكون الأنسان مؤمن بفكرته مما يجعلها تتحول لواقع على مراحل وخطوات يتقدمها الأخلاص والمصداقية .

س/ هل تتحول الأفكار المجتمعية العامة لمشاريع خاصة؟
ج/ لا يمكن حدوث ذالك الا بأسباب تتشابهة مع الأسباب والعوامل التي تصاحب الفكرة الجيدة للمجتمع او الشعب او الجماعة في توحيد(الفكرة ، الخبر ، الواقع) ...فما الذي حصل بعد تشكيل المنسقية لحلف قبائل أبين ؟؟
كل مجتمع لايخلوا من الخير ولا من الشر لذالك ستجد كل الأصناف حولك لكن كيف تجمع الجيدين منهم يكفي ان تؤمن بفكرتك الجيدة وتصدق معها بنفسك واخلاصك وستتهييأ الفرصة لك و تترجم واقعا" ، الذي حصل وحول هذا الأجتماع في الرأي والخبر والجهد الذي تمثل في اللجنة التنسيقية لحلف قبائل أبين ان هناك حصل ربما تذخل او تشويش في أفكار المجموعة التي شكلتها الفكرة سابقا"وبدئ التفكير بين هاولاء يتغير قليلا" ويضعف عن الهدف السامي الكبير الى التفكير الصغير في ماهو مستقبلي، ماذا سيكون موقعي بالحلف ، من سيتزعمه ، من سيؤثر عليه ويستولي ،ومن هي الشخصيات التي فيه ومن سيرأس وهكذا وهنا دائما" يكمن الخطر الذي يهدد الأفكار المجتمعية القوية التي تبدئ بفكرة واحدة وتنعكس وتعود لطبيعتها كما كانت فكرة واحدة بعد ان كانت جيدة في انطلاقها تعود لصاحبها بموقف سلبي ويبدئ كل انسان يرى انه حق ويبدئ  الشقاق وتنفض الخيوط القوية التي نسجت بينهم وكانت تدافع عن الفكرة سابقا" والتي تحولت لواقع جميل تنهار مباشرة وتحدث تفرقه على مستوى الأفراد ويتجه كل واحد منهم لطريق وينتهي العمل الجماعي ويفرح الشيطان جدا" بذلك لان السر في أمر الجماعة لايمكن لأي قوة ان تضعفه او تخترقه الا اذا تحول الهدف الجامع للفرد لهدف خاص فتضعف وتفقد الفكرة اتصالها وتماسكها  كما وضحت ذالك سابقا" علميا" وهنا دليل ديني آخر حيث يقول المولى عز وجل (فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين) ان الله دائما" مع الجماعة في اي امر لذالك نجد صعوبة في الوصول لذالك لان الأمر يتطلب أخلاص وصبر عظيم

ربما يجب علينا ان ننتبه للأسباب التي تتهيأ في كسب صفة الجماعة في التعاون والصدق والأخلاص والصبر عند اشتداد الأمور  أحببت ان اوضح جانب لواقع معيشي اليوم تشهدة أبين والفشل الذي رافقه النزاع بادئ الأمر وترجم في وجود لجنتين تحضيريتين لحلفين في أبين بينما كان الجميع في البداية يد واحدة وفكرة وواقع وجماعة واحدة ولكن حصل ماحصل ولم يتحلوا بالصبر وبدئ النزاع ففشلنا وذهبت ريحنا كما يقول المولى عز وجل ،ولازال هذا الأنقسام مؤثر لليوم و يسبب قلق ولازال ممن هم معنا في حلف أبين الجامع من الأخوة الأعزاء يؤمنون بمبدئ الجماعة ويطالبون بها ولازالت المواقف والأحداث تؤكد لنا ان نتعلم مماحصل في السابق من الفرقة والشقاق بعد ماكانت الفكرة والهدف واحد واليوم الكل تعلم من هذا الدرس واتمنى ان يصححوا الخطأ مع اجتهادنا في جعل حلف أبين الجامع حقيقة وواقع يترجم بفكرة قبول الجميع واحتوائهم وهذا الأمر رغم اتفاقنا عليه كلنا الا اننا نأجله عمليا" ومع كل تأجيل تواجهنا مشاكل وعراقيل حيث اننا نفتقد لأهم عامل وهي صفة الجماعة الحقيقي .

البعض منا اليوم يقول نحن أسسنا حلف أبين الجامع وينسى العوامل المساعدة التي هيئها الله لهذا العمل الطيب والبعض قد يقول حلفنا اليوم اصبح شبه مكتمل وبدئنا نؤسس فيه اللوائح واللجان و اعلنا عن أجتماعنا الأول التأسيسي ويتبقى خطوات بسيطة لأشهار الحلف رسميا" وولائنا لأبين لا للأشخاص وتمويلنا داتي كل هذا جييد ولكن مع الأسف نتجاهل أهم المسببات لنجاح هذا الحلف وهي صفة الجماعة ونكابر قليلا" ونؤجل السعي في احتواء الجميع بعدم التنازل لبعضنا ومد يد الجماعة للآخرين ولازال الاخوة في الطرف للجنة التحضيرية الأخرى ايضا" متعصبين لقرارهم ويعتقدون ان في تنازلهم ومد يد الجماعة لهذا الحلف او الانخراط فيه اهانه او مكابرة بسبب اختلافات او أشخاص وهكذا تستمر مشاكلنا اذا لم نصدق مع انفسنا ومع الله لن نفلح حتى وان كان يبعدنا عن اشهار حلفنا الجامع خطوة واحدة فيبقى شعار دون تطبيق لمضمونه الصحيح وغير ناجز ولم تتوفر فيه شروط الجماعة وهي الروح التي ستسير هذا العمل روح الجماعة والأفكار الجيدة التي تترجم واقع وهي القوة المعنوية التي سيرافقها تأييد من الله للجماعة بحيث لاتستطيع اي قوة الوقوف امامها ومن هنا أعيد وأكرر لكل الخيرين والشرفاء والوجهاء والمشائخ في أبين مدوا ايديكم لبعض وتنازلوا لبعض ولاتنازعوا ولا تجعلوا أفكاركم ضيقة وأصبروا امتثالا" لأمر الله كأقل واجب في قوله( فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين)  .


خالص تحياتي
اخوكم الشيخ عاصم بن قنان الميسري