آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

هل بيانات الأشقاء تكفي؟!

الثلاثاء - 13 يونيو 2023 - الساعة 06:37 م

علي العمراني
بقلم: علي العمراني
- ارشيف الكاتب


في بيان الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في 11 يونيو 2023 ، تم التأكيد على دعم وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، وهذا يحدث غالباً ، و هو الموقف الطبيعي لأشقائنا وجيراننا.

ويبقى السؤال الأهم؛ ما دام الموقف الجماعي، لدول الخليج مع وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، فماذا عن الدعم الذي يقدم للإنفصاليين، وماذا عن الصمت والتغاضي  عن ذلك الدعم وما يترتب عليه من تبعات أهمها إطالة أمد الحرب، ومفاقمة معاناة اليمنيين الكارثية المأساوية، وتمكين الحوثي من رقاب غالبية الشعب اليمني، وتسهيل تحقيق أهداف حلفائه من خلف الحدود، فهل سيتوقف ذلك الدعم، ومتى؟

نعرف أن كثيرين ممن في واجهة المسؤولية من اليمنيين، لا يستطيعون قول الكثير، أو لا يرغبون أن يقولوا أو يفعلوا شيئًا مفيداً في التصدي لمشروع الإنفصال والتجزئة، فديدنهم الصمت أو المواقف المخجلة، وقد علقنا على مواقف الرئاسة الغريبة المخجلة تجاه وحدة البلاد.

إن أُولى خطوات وبوادر حسن النية، من قبل الأشقاء، وتأكيد مصداقية المواقف والبيانات تجاه وحدة  اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، يتمثل في إيقاف كل أشكال الدعم السياسي والمالي والإعلامي والعسكري عن الإنفصاليين، بل إن الإستمرار في ضخ المزيد من الأموال يشجع من ليس انفصالياً بأن ينخرط في مشروع الانفصال، ونعلم أن قادة مشروع الانفصال يوزعون مبالغ ضخمة بهدف الاستقطاب، وإظهار التأييد.

وانسجاماً مع روح ومقتضيات بيانات الأشقاء الجماعية, فإننا بانتظار إيقاف دعم القنوات التلفزيونية وكافة وسائل الإعلام والبروباغندا المؤيدة للانفصال، وكذلك قطع كافة أشكال الدعم العسكري على وجه الخصوص، وغير الدعم العسكري عن الانفصاليين.

والحقيقة فنحن نعلم، أن معظم اشقائنا مع وحدة الدولة اليمنية، ولكننا لا نجد فهماً أو عذراً، لما يحدث من تبني ودعم مشروع تجزئة اليمن من قبل البعض، والصمت والتغاضي من قبل من يستطيع إيقاف هذه المهازل؛  ويعد دعم الانفصاليين عملاً عدائياً تجاه شعب لا يكن لكل الأشقاء، دولاً وشعوباً وقادةً،  الا  كل تقدير واحترام.

قبل فترة أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أن إيران تدعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتمنيت حينها، أن نسمع ذلك الموقف على لسان زعيم عربي خليجي ( ذكرته بالاسم حينها)، وظل يحظى بلد ذلك الزعيم الخليجي وقيادته باحترام كبير في اليمن، وتزعزعت كثيراً صورة ذلك البلد وقيادته، في اليمن، بسبب تبني مشروع الإنفصال ودعمه.

بوادر الأمل، وإن كانت بسيطة، جعلتني الان، اتحاشى ذكر إسم ذلك الزعيم، مع أنني فعلت  ذلك مراراً، في حين كنت أحمل صفة دبلوماسية!

وآمل أن لا تضطر اليمنيين المواقفُ المجحفة وتداعيات الظروف إلى الذهاب بعيداً، وتبني مواقف وردات فعل غير ودية، إزاء ما يشعرون به من ضيم وظلم، وهناك من يتلقف ومن يتلهف ويصطاد.

ليس هناك ما هو أغلى من بلدنا ووحدته، وكرامة شعبه، وقد نعول على أبسط بادرة، ونبقى على أمل حتى يخيب الأمل تمامًا، وندرك التحسس من الكلام والنقد في منطقتنا، ولذلك نحرص  أن يكون خطابنا وقوراً وهادئاً، رغم جراحنا، ولا شيء يضطر اليمنيين إلى تبني مواقف غير ودية، إلا حينما لا يصغي لهم أحد، ويبلغ السيل الزبى، وقد بلغ مرات، ومرات وتجاوَز .. وليس هناك تسمية  أو صفة، تنطبق على دعم تقسيم بلادنا سوى أنه عدوان وظلم، وما أصعب العدوان والظلم عندما يكون مصدره الأقربين!

  إذا توقف دعم مشروع الانفصال؛ فسوف يسلك الانفصاليون طرقًا أخرى كثيرة فيها خير الجنوب وخير اليمن، وخير المنطقة، أما الاستمرار في تبني مشروع الانفصال، وتمويله فإنه؛ علاوة على كونه عدواناً مبيناً على اليمن ووحدته وسلامة أراضيه وانتهاك لقرارات الشرعية الدولية، ويتناقض مع المواقف الجماعية المعلنة لدول الخليج ، فإنه خطر عظيم على المنطقة، ويتسبب في أوجاع وإحن ونيران لا تنطفيء حتى تحرق الجميع.

وسيقول التاريخ لاحقاً، كما يدرك المتابعون في  الحاضر،  إن تضخم الحوثي، وتزايد خطرة، وتحقيق تطلعات وأطماع قادمة من خلف الحدود العربية، ناتج عن  تبني مشروع التجزئة والتقسيم في اليمن، الذي أربك كل شيء وأعاق تحرير صنعاء، وأدخل الجميع في متاهة، كان يمكن تحاشيها،  بحسن نوايا صادقة، وبأجندات واضحة وثابتة تحقق مصلحة اليمن، ومصالح أشقائه.