آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:53ص

وطني قطعة أرض في المنصورة

الأربعاء - 31 مايو 2023 - الساعة 12:53 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


قولوا عني عفاشيًا، أو قولوا عني أخونجيًا، أو حتى قولوا عني حوثيًا، أو صحفيًا خبيثًا يريد الوحدة، أو كاتبًا انفصاليًا يريد تمزيق اللحمة، أو سموني ما شئتم، فأنا لا أطلب إلا أرضًا عشت أحلم بها منذ سنوات، حلمي ليس وطنًا يمنيًا أو جنوبًا عربيًا، أو يمنًا ديمقراطيًا، أو حضرميًا إتحاديًا، أنا حلمي قطعة أرض في المنصورة، مساحتها لا تتجاوز حوشًا لصغير وحدوي، أو انفصالي جنوبي، أو فيدرالي معتدل، أنا حلمي ما عشت أحلم به منذ سنوات، حلمي قطعة أرض في المنصورة، فهل استكثرتم هذ القطعة التراب على أمثالي ممن قضوا حياتهم في تدريس الأجيال، وكتابة بحوث لتنهض بها تلك الأجيال؟

 أنا حلمي بيت يؤيني، ورغيف خبز يشبعني، وشربة ماء ترويني، فهل هذا كثير على أمثالي، أنا لا أريد الوحدة، إذا كانت ستحرمني من حقي هذا، ولا أحبذ انفصالًا يسطو على أحلامي، فوطني بالنسبة لي بيت يؤيني، ورغيف يشبعني، وشربة ماء ترويني، وطني أن يحفظ كرامتي، ويوفر احتياجاتي، فهل قطعة  أرض كثيرة على أمثالي؟ أنا حلمي قطعة أرض في المنصورة.

 قولوا عني انفصاليًا، أو وحدويًا، أو فيدراليًا، أو يساريًا، أويمينيًا، أو شماليًا، أو جنوبيًا، أو شرقيًا، أو غربيًا، فما يهمني هو قطعة أرض في عصل المنصورة، كتبوها باسمي، وسورها غيري باسمه، مكتوبة ملك لي، وتملكها غيري بقوة سلاحه، وبجبروته، عندي عقد باسمي، ولكنها ضمن أملاك هامور عنده مصفحة، وكلاشنكوف باسمه، وأنا ما عندي إلا قلمي، فمن سيمنحني قطعة أرضي في المنصورة؟ فمن سيمنحنيها فهو يمثل وطني؟ فأنا عزيز قوم ذل، فلقد أصبحت مجرد استاذ جامعي، حنى ظهره ليبحث عن المعلومة، فظنوا أنه قد حنى ظهره خوفًا، فبسطوا على أرضه، فرغم أنني أصبحت مجرد أستاذ في الجامعة، فإنني مازلت أبحث عن قطعة أرضي في المنصورة، فقطعة أرضي تمثل نواة وطني الأكبر، فمن سيقف معي فهو يمثل وطني الأكبر.