في غمرة اليأس والحيرة التي تحيط بنا .. والتي من أسبابها الرئيسة ظروف سياسية محبطة خيبت الآمال وزرعت التململ في كثير من القوم .. حتى هوى في أودية المذلة والهوان .. يطلبون العزة ممن لا يملكها .. والسلام ممن تسيل من بين يديه أنهار الدماء ..!!ما نمر به اليوم محطة قصيرة لها مقياس ضئيل من عمر الزمن .. فلنقف على عتباتها متأملين .. ولينظر كل واحد منا ويتحسس موقفه منها .. ليست العبرة باتباع الكثرة والسباحة مع الموجة أو كما يقال ( مع الخيل يا شقرة ) أو ( مخطئ مع الناس ولا مصيب وحدك ) بل بما يعتقده المرء ويتحراه من سير على الطريق السوي ..!!ما نعانيه في الوقت الحاضر من من ظروف صعبة وأوضاع معقدة وأحوال لا تبشر بالخير .. لا ينبغي أن تورث فينا جروحاً تجعلنا آلامُها نتنكّب الصراط المستقيم ونفرّغ شحناتها السلبية فيما لا يعود علينا بالخير والمعروف .. !!علينا أن نستيقن أننا نسيج متكامل .. وعلى النسيج أن يبقى قوياً متماسكاً لا تكون فيه ثغرة ضعيفة متهافتة .. أو بناء مشيّد لا ينبغي أن تكون من بين أحجاره أحجار هشة متفتتة .. بل صرح متين قوي مؤسس على التقوى.ثقتنا في الله عظيمة أن يغير الأحوال إلى الأفضل .. ولسوف يسقط قناع الباطل وينكشف زيفه فيراه الناس يومئذ على عكس ما يرونه اليوم مزيناً مبهرجاً وهّاجاً .. فيعلمون أنه لم يكنْ سوى أُلْهيّة خَدعهم بها أعداؤهم ..وأن الوهم مهما استطال .. وبنى له قصوراً في الخيال .. فلا بدّ أن ينهار في لحظة ما فيصير كالعهن المنفوش .. أو ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا )....
