آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-07:50م


أوزار الإمتحان الوزاري

الإثنين - 15 مايو 2023 - الساعة 07:40 م

علي المحثوثي
بقلم: علي المحثوثي
- ارشيف الكاتب


الإمتحان_الوزاري لم يعد مجديا أبدا، بل صار ضره أكبر من نفعه،وذلك أنه تحوّل إلى امتحان غش، وغش مكشوف، وصار امتحان النصف الفصلي أهم منه، باعتبار أن الطلاب يذاكرون له، وتُشدد الرقابة عليهم فيه، وفي ظل غياب الدولة الصارم ينبغي أن يُلغى امتحان الوزاري إلى أن تأتي دولة تحترم التعليم والمعلم والكتاب المدرسي والتخصص والمستقبل، ويكون الوزاري بمثابة ترمومتر النتيجة التعليمية السابقة وتحديد المستويات والمسافات، لكن أن تكابر الدولة في ذلك، وتترك الأجيال ضحية لهذه الكارثة بحجة التظاهر ببقاء هالة سلطة الدولة ورقابة التعليم، وعدم الاعتراف بالوضع التعليمي المتأزم نتيجة الحرب وتبعاتها مع تدشين المسؤولين للامتحانات والحضور الرسمي والتصوير الضخم مع معرفتهم التامة والمرئية للغش المكشوف، فهم يخادعون أنفسهم، مع ضحك الداخل والخارج عليهم، وأجزم أن لو بقي إحساس بالمسؤولية وشعور بالانتماء لما رضوا بهذا الحال.

في ظل هذا الانفلات، وانفلات رقابة التعليم، والغش المكشوف في المدن الكبرى فضلا عن المديريات والقرى، وحشد عصابات التغشيش حول المدارس، وشحن الجوالات ورصيد النت لأجل الغش، واستئجار بعض المتخصصين لحل المواد، واستئجار البدلاء الأذكياء من ذوي الخط الجميل عن الأغبياء ممن لايحسن كتابة سطر إملاء أو كتابة اسمه في مادة الإنجليزي، وتحول المدارس إلى ساحات من الهرج والتهارش، ونقل الحلول من مدرسة إلى أخرى، وتحدي لجنة إعداد الاختبارات بالأسئلة الصعبة للمغششين لعلمهم بذلك، فالامتحان الوزاري صار كارثة بكل المقاييس، لأنه غش في غش، وضحك على الناس والجيل، والمصيبة أنه ينبني على هذا الغش منح داخلية وخارجية، وفرص عمل، ودخول تخصصات علمية كالطب والهندسة وآيتي lT مع قاعدة علمية هشة. 
. الاكتفاء بالامتحان النهائي في كل سنة أهم من الامتحان الوزاري في ظل وضع الوزاري وغياب الرقابة، ويكتفى عن الوزاري بالمحصلة النهائية للسنة، او للثلاث سنوات ثانوي أو إعدادي، أو يبتكر حلٌ مناسب لتجاوز ظاهرة الغش الظاهرة، أو التخفيف منها إلى أن يهيئ الله أمرا لهذا الوطن، فيحل مشكلاته.

نسخة لـ:
رئاسة الوزارء 
وزارة التربية والتعليم.

علي المحثوثي