آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-07:50م


عاطفة جياشة

السبت - 08 أبريل 2023 - الساعة 07:03 ص

علي المحثوثي
بقلم: علي المحثوثي
- ارشيف الكاتب


كنت اليوم خطيبا في مسجد الرحمن بالمنصورة #عدن  ١٦ رمضان ١٤٤٤هـ، وحال دخولي المسجد قبل الخطبة بدقائق، كان المنظر مؤثرا نوعا ما، وربما مزعجا في نفس الوقت، وذلك بوجود عشرات ربما يصلِون إلى المائة من الشباب الأرومو (الأفارقة) منتشرين في ساحات المسجد، وفي آخره نائمين، وفي المواضئ، وخارج الأبواب، في هيئة نعرفها نحن في عدن وغيرها من المحافظات التي يفد إليها هؤلاء الشباب المهاجرون..

أثناء ذلك تحدثت إلى إمام المسجد عن ضرورة وجود حل لهؤلاء الشباب الوافدين، وأن وجودهم في المسجد بهذه الطريقة لايخدمهم ولايخدم المسجد أيضا، وإيجاد الحل المناسب راجع إلى دور السلطة المحلية في المحافظة أولا، ثم اللجان المجتمعية، وجماعة المسجد، وأثناء نقاشي معه الساعة 12:00 رأينا تجمعا ملفتا في مؤخرة المسجد للأورومو وبعض المصلين المحليين، فظننت أنهم دخلوا في مضاربة ومهارشة، ولم يكن كذلك، بل كان الخبر أن أحدهم (الأرومو) مات قبل لحظات في مؤخرة المسجد، فكان تفاعل المصلين، وسؤال بعضهم عن القيام بواجب التغسيل والتكفين وغيرها من وجوه فعل الخير تجاه الأموات والأموات الغرباء خاصة.

من المواقف المؤثرة أن أحد شباب المسجد ولما يبلغ العشرين بعد، دخل في حالة من بكاء مرير، وذلك أنه رأى الشاب الأورومي قبل موته وهو يتألم، فذهب يجمع مبلغا من المال من هنا وهنا من شباب المسجد لعلاجه، فكان الموت أسبق، فكان عاطفته الجياشة وخلقه النبيل قبل الموت وبعده، وكان بصدد إنفاق كسوة عيده إذا كان العلاج أكثر، وما أكثر مايتألم الانسان حين يرى الموت يخطف من كان بصدد خدمته وإنقاذه.. والحمد لله على كل حال.

علي المحثوثي