آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:00م

المواطن بين كماشتي حربين 

الثلاثاء - 28 فبراير 2023 - الساعة 02:09 م

عمر الشيابي
بقلم: عمر الشيابي
- ارشيف الكاتب


ما يعيشه المواطن اليوم  من أوضاع معيشية صعبة ومأساوية لم يعد حديث تنفرد به وسائل الإعلام لنفسها من قنوات تلفزة وصحافة ومواقع تواصل اجتماعي بل أصبح ذلك حديث الناس تلوكه ألسنتهم  في مجالسهم الخاصة والعامة يبحثون فيها عن أسباب كل ازمة ومشكلة يعيشونها ويبدعون في طرح الحلول والمعالجات الصائبة لها ربما هرباً من واقعهم المؤلم هذا.. حلول وبدائل يطرحونها لتحسين صرف العملة المحلية وأخرى لمعالجة غلاء الأسعار وصرف الرواتب المجمدة وغيرها لتحسين وضع الكهرباء والمياه ومجاري الصرف الصحي.. وغيرهالتحسين وضع المستشفيات الحكومية التي لا تملك إلا اسمها فقط تاركه المواطن يكتوي بنار تكاليف علاج المستشفيات والمستوصفات الخاصة. ولا ينسون وضع التعليم المتدهور وما يعانيه من مشاكل وهموم عكست نفسها في إفراز تعليم ردئ يشاهدونه في مستويات أبناءهم الهابطة!!

حال كهذا هو ما يعيشه المواطن في مناطق سيطرة الشرعية. ويئن منه  دون أن يسمعه احد.. نسي معه الحرب التي سكتت أصوات أسلحتها مؤخراً وبدأ جميع أطرافها يبحثون عن هدنه تلو أخرى بمن فيهم التحالف نفسه ربما هي محاوله لحفظ ماء الوجه كما يقال بعد أن ايقن جيداً أنه عاجز تماماً وبعد ثمان سنوات عجافاً شدادا على الشعب من تحقيق أي نصر عسكري ينهي به الانقلاب الحوثي وتضع معه الحرب اوزارها عجز اليائس من تحقيق ما اعلنه من حربه هذه من انهاء الانقلاب وعودة الشرعية والحفاظ على الوحدة التي لم يتحقق من ذلك شيء لتكون الحرب مجرد كذبه كبرى جاءت لتأكل الأخضر واليابس في اليمن السعيد!!

هدنه تلو أخرى تبدو فيها الشرعية أشد ضعفاً أ  وهكذا تبدو من خلال تصريحات قياداتها في الدولة بالموافقة على الهدنة وتقديم التنازلات بدعوى حسن النية أو تماشياً لمسار السلام الذي تنشده.. أو ربما لضغوطاً خارجية تمارس عليها عكس الحوثيين الذين يشترطون تنفيذ مطالب تعجيزية لهم للقبول بهذه الهدنة أو تلك ويتم الانصياع لهم ليبدوا كما يريدون في موقف القوي الذي يملي اشتراطاته فتكون الاستجابة لهم من قبل الجميع بمن فيهم الأمم المتحدة ومجلسها الدولي والدول الكبرى.!

 سكتت أصوات الأسلحة تحت يافطة الهدنه لكن حرباً أخرى تعود من جديد مع كل هدنه تمارس على المواطن في مناطق سيطرة الشرعية هي حرب الخدمات والمرتبات والغلاء والامن وغيرها هي أشد إيلاماً ووجعا عليه لنتائجها السلبية الكارثية المدمرة كونها حرباً نفسيه اضرارها مؤلمة سيعاني منها المواطن سنوات طويله لما تسببه من أمراض نفسيه قد تقود صاحبها إلى أمراض خطيرة!

ختاما نقول مضت من أعمارنا ثمان سنوات عجافاً هي عُمر الحرب التي تقودها السعودية والامارات والتي أكلت كما قلنا الأخضر واليابس ومعها رجال وشباب في عمر الزهور ودمرت كل مقومات الحياة!! 

ان الانقلاب أصبح دوله على الأرض وشرعية اليوم وسابقتها مشرده في فنادق دول العالم.. والوحدة أصابها التمزق والتشظي والشعب يموت ببطيء والتحالف حقق هدفه من الحرب وانتصر فيها ليس على الحوثي كعدو ولكن على الشعب اليمني أرضاً وانساناً!!