آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-04:22م

هل السيء نحن أم ظروفنا ؟

الأحد - 22 يناير 2023 - الساعة 05:44 م

موسى المليكي
بقلم: موسى المليكي
- ارشيف الكاتب


من يصنع من ؟، هل الظروف السيئة تصنع الإنسان. ..أم أن الإنسان هو من يصنع الظروف السيئة ثم يتذمر منها ، ومن المسئول عن تغيير الآخر؟ .

العلاقة بين سلوكيات  الناس وظروفهم علاقة وثيقة وان كان  بها خلاف كبير بين من يؤمن بقدر مرسوم لا مفر عنه ولا تغيير له ، وبين من يؤمن ان العمل والاخذ بالاسباب  شريك اساسي في صنع الأقدار وتحديد النتائج .

وكنتيجة لذلك فإن  وضع الإنسان ووضع الشعوب سواء كان جيد ام سيء ..مرضي أو غير مرضي.... بالتاكيد أنه نتيجة مرضية لعمله وجهده وصبره واصراره أو  نتيجة غير مرضية  لتخاذله  واهماله وعجزه.... فهو شريك أساسي في صنع واقعه وظروفه  ، سواء كان فرد أو مجتمع .

الانسان شريك اساسي وعامل مهم ...بل هو العامل رقم واحد في صنع حياته ، في صنع مصيرة ..في صنع حاضره ...في صنع مستقبله .
والفكرة تبدأ بشكل ما منذو  نشأة الإنسان وتترسخ في طباعه وسلوكه  بحيث  أما أن يترك الإنسان نفسه لعبة في يد غيره يتصرفون فيه كما يشأؤن. .أو يكون الإنسان سيد نفسه وصناع حياته .

شخصية الإنسان في الفرضية الأولى شخصية ناقصة وعاجزة ولا تستطيع العيش إلا إذا وجدت من يسيرها،  بينما شخصية الإنسان في الفرضية الثانية شخصية ناضجة واعية فاهمة قادرة.

الظروف الصعبة التي تمر بها كثير من الدول ومنها اليمن  بلغت مبلغ لايستطيع تحمله الكثير ...حيث أصبحوا يعيشون في ظروف غير معقولة  ..  فمن يصنع هذه الظروف ؟ . ...وهل الناس أنفسهم مشاركين في صنعها ؟.

الظروف السيئة التي يمر بها الناس بالتأكيد انهم شركاء في صنعها بطريقة أو بأخرى،  وبالتالي فإنه قبل أن نلوم الظروف المحيطة بنا يجب أن نلوم أنفسنا.

كما أن الناس والشعوب التي نجحت وخرجت من بوتقة الظروف الصعبة كانت هي سبب ما وصلت إليه من نجاح وكانت هي مركز هذا النجاح  .

فإنه بالمقابل أيضا  الشعوب التي فشلت ووصلت إلى الحضيض كانت هي سبب ما وصلت إليه من فشل وكانت مركز ذلك الفشل .
هل يعي الفرد والمجتمع أن مفتاح التغيير بيده وأنه بعجزه  وتردده وخوفه هو الصانع الأساسي  لظروفه السيئة التي يتجرعها صباحا ومساء ويلوم غيره عليها .