آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:34ص

مستنقع حرب اليمن

السبت - 24 ديسمبر 2022 - الساعة 10:46 ص

عبدالكريم الدالي
بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب



      
                      

              
تحت مظلة وقف المد الشيعي كانت الحرب في اليمن  ،  والمذهب الشيعي له حضور وانتشار كبير في مجتمعاتهم اكثر من اليمن ، وجعلوا من الحرب في اليمن حرب الأرض المحروقة في اليمن شمالا وجنوبا وتدمير البنية التحتية  وقتل الأبرياء شماعة لاعادة الشرعية إلى صنعاء وحقيقة الأمر هم من اخرجوا الشرعية من صنعاء إلى عدن فالمهجر وكان ذلك تنفيذا لمخطط نقل الحرب من صنعاء إلى عدن ، لتبرير تواجدهم العسكري في عدن والسيطرة على  ميناء عدن وكل الموانئ والجزر اليمنية على طول شريط الساحل الغربي ، لغرض تحقيق  فرض الهيمنة والنفوذ لقوى اقليمية في المنطقة في ظل الصراع الاقتصادي الدولي الاقليمي للسيطرة على خط الملاحة للتجارة العالمية البحرية التي لعدن فيه موقع طبيعي متميز هبة من الله سبحانه وتعالى .

وبهكذا تتجلى حقيقة حرب اليمن العبثية انها حرب بالوكالة لاجنذات ومصالح اقتصادية لقوى دولية واقليمية لفرض الهيمنة والنفوذ في المنطقة ، بعباية دينية كدب وزور ، والدين بريء منها براءة الذئب من دم نبي الله يوسف عليه السلام  ، وهاهي نتيجة هذه الحرب وطن مدمر ، وسيادة وطنية وقرار سيادي مفرط بهما ، وثروة وموارد سيادية ومحلية منهوبة في البر والبحر والجبال والسهول والوديان فوق الأرض وفي باطنها ، وشعب يقتل ويجوع ويشرد وفريسة للأمراض والاوبئة ، ويعيش على الصدقات والاعانات في وطن غني بتروثه وخيراته المتعددة  ، وجيش وأمن  تم القضاء عليهما لتحل محلهما  مليشيات مسلحة بتمويل خارجي بسلاح منفلت لايعترف ولا يخضع للنظام والقانون  ، وامراء وتجار حرب وهوامير فساد في سلطة الشرعية وسلطة امر الواقع تسيدوا المشهد ، وامراء وتجار الحرب لايفقهون شيئآ في العلوم العسكرية وليس لهم علاقة مهنية بالحياة العسكربة .

الا ان المصالح الانتهازية الشخصية التي ولدت من رحم الفساد السياسي العميق في سلطة الشرعية وسلطة الامر الواقع هي التي جمعت أمراء وتجار الحرب مع هوامير الفساد ، ليكونوا  شركاء في ترييف عدن وعسكرة الحياة المدنية فيها ، وافقار ابناء عدن للوصول بهم للخضوع والخنوع ، وهكذا كان لهم تدمير عدن ميناء ومنطقة حرة ، وجعلوا من مطارها ثكنة عسكرية ، وجمدوا نشاط وعمل المصافي  ، وبهذا دمروا عدن ومرتكزاتها الاقتصادية ( الميناء والمطار والمصافي )  ، وبنفس المنهج والآلية والمعاول التي استخدمت لتدمير عدن كان مصير كل الموانئ والجزر اليمنية ، وتم نشر الفوضى والبلطجة ثقافة وسلوك للسطو على الحق العام والخاص بالارتهان على الخارج والاستقواء به . 

واليوم نتاج حرب اليمن العبثية سقوط الجميع في وحل مستنقع الحرب العبثية لتدمير اليمن ارض إنسان سيادة وطنية وقرار سيادي وثروة وطنية ، سقط الجميع وهم غافلين عن حقيقة ان الغرق في وحل مستنقع حرب اليمن العبثية نتيجة حتمية للجميع  ، ولن يكون هذا السقوط  محصور على اليمن فقط  وانما العكس فاليمن رغم الدمار والضحايا والجراح ستخرج من هذه الحرب منتصرة ، على عكس الدول الإقليمية وادرعتها المحلية التي جعلت من اليمن ساحة حرب بالوكالة ستكون هي الخاسر الحقيقي مستقبلا ، وبسبب حرب اليمن العبثية ستشهد اقتصاديات ومجتمعات تلك الدول أزمات ومتغيرات عديدة على المدى القريب والبعيد ،  ستجرها للغرق في مفرزات وحل مستنقع حرب اليمن العبثية  عاجلا او اجلا  ، فالمتغيرات ستكون مستمرة بحركتها الديناميكية ، لهذا حقا ستكون حرب اليمن  مستنقع سيخرج منه الجميع خاسر  ، الا اليمن   .
والحقيقة التي ليس منها  مفر ونحن على مشارف نهاية السنة الثامنة للحرب التي ليس فيها غالب ولا مغلوب ، ليس أمام حكام دول تمويل وإمداد استمرار الحرب العبثية في اليمن عليهم التفكير بوسيلة لحفظ ماء الوجه لهم  أمام شعوبهم من خلال عملية سلام حقيقية  تستوعب جميع اليمنيين على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية والثقافية والمذهبية والطائفية في طاولة حوار مستديرة بذون شروط مسبقة ، والكل في طاولة الحوار  متساوون بالحقوق والواجبات ، بذون استثناء اواقصاء او تهميش لأي طرف من الأطراف في اليمن ، والحوار برعاية ودعم المجتمعين الإقليمي والدولي من خلال تعهدهما بدعم  صادق للحوار ، ووقف اي تمويل وتغدية للحرب واطرافه بالمال والسلاح ، وكذا التزام اممي واقليمي لتعويض اليمن عن خسارتها بالحرب واعادة اعمارها  .

عبدالكريم الدالي