آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-10:35ص

زيارة خاطفة لمستشفى الصداقة

الجمعة - 16 ديسمبر 2022 - الساعة 11:48 ص

محمد حسين المنصوري
بقلم: محمد حسين المنصوري
- ارشيف الكاتب


ابهرني منظر الريسبشن الجديد الذي تم انشاءه مؤخرا والذي يذهل كل من يراه ودفعني الفضول لأجري حوار بسيط مع موظف الاستقبال الذي شدني بكلامه ووصفه لجودة الخدمات فيه فأخذت خلسه صورة لغرفة الاستقبال "الريسبشن" ثم بعد فترة طويلة جلس فيها موظف الاستقبال يقلب الحاسوب عشان يطلع لي ورقة معاينة، والظاهر ان ليس هناك اي عيب فني  في جهاز الكمبيوتر وانما هناك خلل مهني في الموظف نفسه.

كنت قبل أربع سنوات قد كتبت مقال عن سوء الخدامات في قسم الولادة في مستشفى الصداقة وتدهور حالة القسم فيه فقلت في بالي واضح ان الامور تحسنت وسأكتب هذه المرة مقال إشادة بهذا المستشفى الذي كان فيما مضى يعتبر أكبر صرح طبي في عدن من حيث البناية ونشاط الأطباء وافضلية الخدمات.. 

 دخلت والأمل يحدوني بحفاوة الاستقبال داخل اقسام المشفى والخدمات التي سيتم تقديمها لي واول قسم دخلته هو قسم الطوارئ ليس هناك زبائن اقصد مرضى الظاهر انهم مثلي دخلوه مرة وكانت الاخيرة،

 اين الناس؟ اين الموظفين؟  دخلت القسم، غرفة متهالكة جدرانها مقشرة، وخيط رفيع لدودة الارضة متجه الى الاعلى، الملوحة منتشرة وبقايا امياز وكراسي قديمة مترامية هنا وهناك يظهر انها لازالت منذ عهد المدير السابق "باعزب ،،جلست امام الدكتور اشرح له حالتي عندي التهاب في الحنجرة سبب لي التهاب في الصدر 

 واضح ان الدكتور طالب حديث التخرج لم يسبق له ممارسة المهنة وهذا كان واضح من اسئلته البدائية وطريقة كتابة للروشتة وخطه المتهالك الشبيه بجدران الغرفة التي يجلس فيها 

نظر الي بتثاقل وكأني زوج ابنته الحانقة واتيت لاسترجاعها وعندي متأخرات نفقة،،

وبعد ان استمع لجزء من كلامي عن حالتي الصحية كتب لي ما جادت به يداه فوق ورقة مجهولة ليس لها اي انتماء للعمل الصحي،

فخرجت متجها الى الصيدلية، الصيدلي غير متواجد ندهنا عليه فخرج لنا شخص غريب من الغرفة الاخرى لا اعلم إذا كان هو الصيدلي ام صاحب البقالة المجاورة واضح من منظره انه يحتاج الى فحص شامل لجهازه التنفسي وكأنه خرج للتو من غرفة التخدير هذا واضح على طريقة كلامه وثقل لسانه.

عرضت عليه الروشتة فنظر اليها وقال ليس فيها غير برومل ومضاد حيوي فأعطاني العلاج قرطاس علاقي صغير فيه حبوب لأتعرف قوتها ولا شركتها ولا مصدر التصنيع ومجهولة الهوية،

(امامكم في الصورة) لا اعلم هل سبق للدكتورة كفاية التي تشغل منذ بضع سنوات مديرة للمستشفى ان دخلت هذه القسم من قبل خرجت لتوي من المستشفى وانا اقول ليتني ما جيت ولا رحت،

 اتجهت مباشرة الى أقرب صيدلية امام بوابة المستشفى، وما ان دخلت الصيدلية فوجدتها جالسة على كرسيها الأنيق وما ان   رأتني حتى نهضت لاستقبالي وكأنني اتيت لخطبتها رحبت بي وعرضت علي خدماتها.. وكأنني نجمها السينمائي ثم عرضت عليها نفسي اقصد حالتي دون ان اعرض عليها ورقة الدكتور فعرفت حالتي واعطتني العلاج المناسب وكأنها دكتورة اخصائية 

لا يهمني ذاك الوقت كم اخذت عليّ من مبالغ نظير خدماتها ولكن تكفيني حفاوة الاستقبال وجودة الخدمات كم نحن طيبين في بلادنا هذه وكم تلعب علينا مستشفياتنا الحكومية وهذا ماجعل المراكز الطبية الخاصة تزدهر ويصبح اصحابها من اثرياء البلاد وكله على حساب امثالي.