آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

المقالح الشاعر الرقيق .!

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 03:08 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


بحزن كبير ضرب أفئدة كل يمني على هذه الأرض رحل عن دنيانا الفانية الشاعر والدكتور والأديب الكبير عبد العزيز المقالح هذا الشاعر الذي لم أجد أن أقول فيه من وصف أبهى مما كتبه هو في الشاعر والأديب الكبير عبد الحميد بن محمد المهدي في مقدمة ديوانه (من أوراق العمر).

إذ قال عنه : ( شاعر رقيق الشعور صادق التعبير تتحرك شاعريته تجاه كل حدث إنساني قريباً كان أو بعيداً .. فهو من القلة القليلة من بني الإنسان الذين يصرون على ان يكتبوا الشعر وأن يستخدموا كلمات اللغة في إيجاد حالات نغمية تحمل من المعاني والصور البديعة ما يعكس اهتزازات النفس تجاه ما يعتريها في حالات الحزن والسرور واستحضار القضايا والمواقف التي تؤثر في حياتنا من قريب أو بعيد ).

كان الشاعر عبد العزيز المقالح من المجددين للقصيدة الرومانتيكية وممن ترك بصمته في هاذ الجانب .. ومما قاله في كتابه [ الشعر بين الرؤيا والتشكيل ] : ( إن التجديد في الشعر عملية معقدة ومتشعبة، ولها أكثر من بعد واحد، بالإضافة إلى أنها ككل عمليات الحمل والولادة خاضعة لعوامل الزمن والتهيؤ ).

ومثلما عانى اليمن عموماً باجتياح المد الطائفي العنصري ممثلاً بالحوثيين.. فقد عانى الشاعر كذلك كأي يمني وهنا نستذكر قصيدته ( إلى فأر ) التي تنطبق على همج الكهوف يقول فيها المقالح :

ذهبت مثلما أتيت ملعون المساء والنهار

أيامك الطوال عار

وعهدك القصير عار

أكبر منك نملة

أشهر منك ريشة على جدار

يا أمسنا الذبيح

يا فأرنا القبيح

يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار

وبدا المقالح حزيناً مما آل إليه الوضع بالأمس وحتى اليوم .. وهذه أبيات من قصيدته ( تأملات حزينة فيما يحدث ) :

حزين أنا .. والنهار

وشباك نافذتي .. والجدار

وصورتها .. يوشك الحزن يذبح قلب الإطار

كتابي حزين .. وهذا القلم

وعصفورة خلف بابي تنثر الألم

وأشجار حارتنا والكلاب حزينة

ووجه المدينة

وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء

تعد مشانقها للنجوم

تنقر وجه الضياء

نهارا - يقولون - ولكنه كالمساء

ومثلما غادرنا المقالح حزيناً فسيظل الحزن مخيماً في قلب يمني في انتظار عودة الحياة وبانتظار أغنيات صغيرة للفرح تملأ ربوع وطن هدّه الحزن والشجن.