آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:34ص

لا سلام في اليمن على حساب حضرموت وكرامة ومستقبل أهلها

الأحد - 20 نوفمبر 2022 - الساعة 01:13 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


لم تقف أهمية انعقاد اللقاء التشاوري العاجل الذي دعت اليه رئاسة حلف قبائل حضرموت، مع مقادمة وعقال القبائل والشخصيات الاجتماعية المعتبرة، الذي شهدته مدينة المكلا السبت 19 نوفمبر 2022، عند مخرجاته التي جائت في 17 بندا تضمنها البيان الصادر عن اللقاء، وجميعها نقاط في غاية الأهمية، وترتقي الى مستوى المسؤلية التي تقع على عاتق الحلف وقياداته، في مواجهة التحديات المتمثلة في المخاطر التي تهدد حضرموت في أمنها وتماسك نسيجها الاجتماعي، والتصدي لمن دأبوا على مصادرة حقها في السيادة على قرارها، وكف أيدي الطامعين في أرضها وثرواتها المتنوعة.

الأهمية الكبيرة التي مثلها هذا اللقاء أيضا، انه أكد على ان وحدة حضرموت وتماسك نسيجها الجغرافي والاجتماعي لا يزال قويا، بدليل مشاركة مختلف رؤساء ومقادمة القبائل والأعيان، الذين تقاطروا من مختلف مناطق وسهول ووديان وصحاري حضرموت، وكذلك قيادات مختلف المكونات الحضرمية الى المكلا، للمشاركة في لقاء استدعته ضرورات آنية ملحة، كما ان كلمات رئاسة الحلف التي ألقيت في بداية اللقاء، كانت رسائل قوية وواضحة وصريحة، تلقتها مختلف الأطراف المحلية والوطنية والأقليمية والدولية أيضا، تقول في ظاهرها ومضمونها، ان أهل حضرموت يرفضون بشدة، استمرار حالة التهميش والانتقاص من مكانتهم، وانهم وحدهم اصحاب السيادة والقرار على أرضهم، وانهم على استعداد تام للتصدي بكل قوة وحزم، لكل من يحاول زعزعة أمنهم واستقرارهم، وان حلف قبائل حضرموت هو صمام أمان وحدتهم.

رغم كل تلك الأهمية التي جسدها اللقاء العام لحلف قبائل حضرموت في المكلا، الا ان متابعة تحقيق ماتضمنه البيان هو المحك الحقيقي، لأن الحضارمة الذين تفاعلوا مع اللقاء ومخرجاته، يتطلعون الى أن يروا كل ماجاء فيه يتحقق واقعا، وهو ما أكد عليه البيان في احدى فقراته، بأن رئاسة الحلف ستكون في حالة انعقاد دائم، لمراقبة الأوضاع وتطوراتها ومتابعة تنفيذ المخرجات، وهذه واحدة من المسؤوليات على عاتق رئاسة الحلف، التي ينظر اليها الحضارمة بأنها تقوم بعمل وطني وتاريخي، تستحق عليه الوقوف معها بقوة ومؤازرتها، بل والتضحية بالغالي والنفيس من أجل حضرموت وكرامة أهلها.

ختاما، لقد قال أهل حضرموت كلمتهم الفصل، وعبروا مجددا عن رغبتهم أن يكونوا شركاء حقيقيين، في صناعة السلام وتحقيقه للجميع، وأن لا يكون ذلك على حساب كرامتهم وحقوقهم المشروعة، وهو ماعبرت عنه احدى فقرات بيان لقاء حلف القبائل، بأن لا سلام شامل في اليمن بدون أن تكون حضرموت شريكا فاعلا في صناعته، وأن تكون حاضرة في كافة خطوات حل الأزمة اليمنية، وفي كل اجراءات التفاوض والمشاورات وتفاصيلها على كل المستويات، بما يحقق شراكة حقيقية تلبي ماتمثله حضرموت من ثقل جغرافي وسكاني، وبما تملك من ثروات عقلية ومادية، وأن يكون حل القضية الحضرمية بندا أساسيا ومفصليا، عند وضع الحلول النهائية للأزمة اليمنية.