آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:43م

26 سبتمبر ثورة .. والثورات لا تموت

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2022 - الساعة 04:45 م

سعيد الجعفري
بقلم: سعيد الجعفري
- ارشيف الكاتب


 

 

أختارت صنعاء أن تقاوم صلف وبطش الميليشيات الحوثية ، بالإحتفال والرقص وأشعال مصابيح الحرية ، وإيقاد شعلة الثورة ، في كل منزل وشارع ، بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة .

وهي الثورة التي أنقلبت عليها الميليشيات الحوثية في 21 سبتمبر 2014 م حين اعلنت اسقاط النظام الجمهوري، القائم على الديمقراطية والتعددية السياسية ، والتداول  السلمي للسلطة، من خلال الاحتكام الى صناديق الإقتراع.

وفي يوم النكبة المشئوم أقرت الميليشيات الحوثية  تعطيل العمل بالدستور والقوانين النافذة في البلد وأستولت على مؤسسات الدولة، ومقدراتها معلنة العودة الى حكم الفرد الواحد. بموجب خرافة الولاية المزعومة التي تجعل الحكم بيد سيد واحد ، على شعب كامل تريد تحويلهم الى عبيد. وفقا لما تعتقد هذه الجماعة المسلحة، التي جاءت من خارج سلطات الدولة، لتسرق دولة اليمنيين. وتلحقهم ببركات السيد ! . صاحب الحق المطلق في مصير اليمنيين وبلدهم الضائع في متاهات الخرافات ومزاعم الولاية.

لقد نزلت الجماهير في صنعاء، وفي عموم المدن ،والبلدات ، الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية . للإحتفاء بعيد الثورة الأم 26 سبتمبر ، التي قضت على الحكم الأمامي المتخلف.

وقرر المواطنين بشكل واضح، الانحياز لقيم وأهداف ثورة 26 سبتمبر. والنزول للشارع للإحتفاء بها، في معقل الميليشيات ، عاصمة اليمن المحتلة صنعاء .

وأظهرت الصور القادمة من هناك ، مشاعر البهجة ، والفرحة المرسومة ، على أوجه الناس .المتواجدين في الساحات العامة. وفي ميدان السبعين ساحة الثورة الحقيقي. للاحتفال. وأمضوا فيها ليلتهم عشية قيام الثورة حتى ساعات متأخرة مواصلين الغناء والرقص والفرح .

أراد الناس هناك بشكل طوعي ، بعث رسالة قوية ، مفادها أن الثورات لا تموت . وأنه مهما أشتد جبروت الطغاة ، فإن الشعوب وحدها من تنتصر في نهاية المطاف .

وخلال يوم ذكرى الثورة ، عاشت صنعاء فرحة غامرة، واحتفالات بهية ، عكست روح الثورة التي لا تهزم .. رغم حالة البؤس ، التي يعيشها الناس إثر سلطة القمع والإرهاب ،

فضل الناس توجيه رسالة واضحة أخرى . لهذه الميليشيات التي أحتفلت قبل خمسة أيام بذكر انقلاب 21 سبتمبر ، على هذه الثورة المجيدة . بالكثير من الأنفاق والبذخ في إهدار الأموال المسروقة من عرق الشعب الكادح . قالت لهم الجماهير بإن الاحتفال الحقيقي هو هذا  الخروج العفوي بمحض الإرادة في يوم الثورة الحقيقي .

كانت الرسائل التي بعثها الناس، من ميادين الاحتفال، بالعاصمة صنعاء المحتلة ، عميقة المعنى ، والدلالات ، 
مفادها أن إرادة الشعوب لا تقهر.

وأن لحظات البؤس والإحباط لا يمكن أن تسرق شعاع الحرية، وخيوط الضوء. التي أحيتها ثورة 26 سبتمبر ..

وأن ظلام الليل الكثيف، الحالك بالسواد ، جراء النكبة، التي حلت باليمن ، بقدوم الميليشيات الحوثية ليس بمقدورها أن تؤخر من قدوم فجرا جديد ومن رحم الموت تولد ألف حياة عامرة صاخبه بمظاهر الفرح

وأن نضالات وتضحيات الثوار ، من أجل الحرية ، واسقاط الظلم ، وجدار العزلة ،والتخلف والجهل ، بقيام ثورة 26 سبتمبر التي كسرت القيد وحررت المواطن من العبودية والذل ، وفتحت الآفاق ، نحو المستقبل.

وأنه لا يمكن لهذه الثورة أن تهزم. وأن يمن اليوم الذي يعيش الذكرى 60 لثورة المجد والحرية. لا يمكن أن يقبل في العودة الى الوراء عشرات السنين .

ربما تمرض الثورة لكنها ابدا لا تموت .. وقد تخضع للإمتحان الصعب في لحظة عابرة من الزمن الضائع .لكنها قادرة على التعلم من درس النكبة. واجتياز الامتحان بجدارة، لتترسخ معها قيم الثورة أكثر في وجدان الناس، ويتعمق وعي الشعب اليمني وإيمانه بثورته.

وقد بات اليوم أكثر من أي وقت مضى إيمانًا بها. مدركاً لحجم المؤامرات التي تستهدف ثورته من دولة الشر إيران عبر أدواتها الميليشيات الحوثية .

وبعد أن عاش مرارة ومعاناة سنوات النكبة والإنقلاب .. هاهو الشعب أكثر اصرارًا على استعادة دولته ومواصلة ثورته ضد التخلف والجهل