آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:04ص

رحلت تارك العيون تدمع

الإثنين - 12 سبتمبر 2022 - الساعة 12:01 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


لا أعرف من أين أبدأ.  من النهاية التي لم اكن اتوقعها. او من فجائية الاقدار. او من لحظات الانكسار. او من لحظات الفزع التي ارتابتني . حين وقع الخبر. اقفلت جوالي واقفلت عيناي . لعلي ارى من يكذب الخبر، لكن هيهات لقد سبق القدر كل حذر وصدق الخبر.

ليس هناك لدي من الكلمات ما استطيع  أن اعبر فيها عن  مدى حزني  وهل الكلام يشفي  او يخفف مقدار الالم  لازلت لا اصدق انك رحلت عنا يادكتور حميد  وانا لازلت اسمع صدى كلماتك  مثل مافيك من سعة صدر  وحسن الخلق  واسع الأفق   رحلت  في تلك  الليلة السوداء الذي  اختفى فيها القمر  وساد الصمت في المكان كنت انت اختفيت عنا  رحلت للأبد  دون كلمة وداع او قبلة على محياك الطاهرة  رحلت ونحن نسوق الأمل في لقائك في مجلس كنت انت عطره  عبير  يطوف مجلسا  كنت به نورا يشق به جنوح الظلام  يتسلل إلى عناق السماء يحتضن القمر  وخلفت موعدا  ، كنت مع موعدا آخر اختاره لك القدر سبقنا . ونحن نسوق الامل والانتظار.

تاركا  فينا الكثير من الحسرة والالم  وضياع الاموال لازلت لا افهم الموت يفاجئنا يصدمنا  ويفجعنا في ما نحب لكنه الموت هو الحقيقة التى دوما ما ننساها  رغم علمنا بأن الموت حق ولابد منه ننسى كما ننسى أن الحياة  ماهي إلا لحظات قليلة من الفرح  وما أكثر لحظات الفراق  الاحزان ولحظات الموت  هي من تفجعنا  ونحن فيها عيون باكية تذرف الدمعة.

لكني لازلت لا افهم لماذا الموت يختار الاجمل  فينا  كنت ارى لمعت عينيك الدافئة  ونحن نستقرئ منك أفكارك وأنت تلملم شتات افكارنا المبعثرة  ايها المثقف النبيل  في زمن التيه في زمن اختفى فيها المثقفون زمن التهميش والابعاد زمن التطفل والاستعلاء ومنطق الاستيلاء واعتلى المهرجون والمرجفون صهوة الخيل متقدمين الركب ببنادق الزيف والقوة على القلم و الكلمة في زمن التغريب وهجرة العقول  والإبعاد لا مكان فيه للشرفاء ونبلاء الكلمة  المثقفون الطيبون في زمننا هذا زمن الانحسار وقلة الاوفياء الأخيار.

ذهبت بلا وداع  تارك العيون البواكي تدمع وتتذكر لقاك  لا أحد يستطيع أن يتخطى الالم وفرقة الاحبه  الا بالصبر والاحتساب الى الله.

ان لله وان اليه راجعون الله يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .