آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-11:42ص

سلامً عليه في منفاه

الأحد - 10 يوليه 2022 - الساعة 08:42 ص
د. قاسم المحبشي

بقلم: د. قاسم المحبشي
- ارشيف الكاتب


 

كلما تأملت ما بلغته اليمن من حال ومآل تذكرت الأستاذ الدكتور أبوبكر السقاف وما كتبه في تشخيص الأزمة اليمنية ومآلاتها المحتملة من كتاب الجمهورية بين السلطنة والقبيلة في اليمن الشمالية عام ١٩٨٨م مرورا بكتاباته المنهجية الاستشرافية لفشل مشروع الوحدة الاندماجية عام ١٩٨٩ وما تلاها من كتابات عن الحرب والاستعمار الداخلي ولا هوت الوحدة ومشكلة الزيدية وبعبع الصوملة والمشترك والسلطة والحوار الزائف وغيرها. ويعد السقاف " أحد أبرز المفكرين التنويريين العرب المعاصرين والحاملين للواء مشروع النهضة والحداثة والدولة المدنية واذا كان غيره من المفكرين العرب لاقوا في اوطانهم أو أوطان مهاجرهم، بيئةً ومؤسسات علمية وثقافية تتفاعل مع نتاجهم الفكري ولو في نطاق نخبوي محدود سمحت بابراز اهمية مشاريعهم الفكرية وتعريف الجمهور الوطني والعربي والعالمي بضامينها، فإن البيئة اليمنية الطاردة والمطاردة للفكر والمفكرين، حرمت المفكر السقاف من أن يحضى بالاهتمام والتقدير اللائق لانتاجه الفكري الرفيع، بل كان وبالاً عليه وصل لحد تعرضه للاعتداء الجسدي من الدولة السلطانية الحاكمة لصنعاء" 
أعرف الكثير من الأكاديميين اليمنيين الذين تم الرفع والدفع  بهم إلى مصاف المثقفين ولا زيت عندهم ولا زيتون! وهم الآن يلهثون بين الأطراف المصارعة بحثا عن ادوار تمكنهم من تروج بضاعتهم المستهلكة في سوق صراع الطوائف اليمنية المهين. بينما المثقف الجدير بالقيمة والأهمية والاعتبار يعيش منفيا وقد بلغ من العمر خمسة وثمانين عاما ولم يعد أحد يتذكره أنه أبوبكر السقاف وحده الجدير بالوفاء والتذكير إذ لم يخون الحقيقة ابدا ولم يهادن أحد أو يتملق لأحد يوما في سبيل الحصول على جاه أو ثروة أو حظوة. وهو المثقف اليمني الوحيد من جيل البردوني الذي لديه الزيت والزيتون وما يستحق القراءة والنقد والتقييم. فمن منكم يتذكره؟