آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:56م

هل مزايدة الانتقاليين تنفعه أو تضره؟

الخميس - 07 يوليه 2022 - الساعة 09:43 م

عبد السلام بن عاطف جابر
بقلم: عبد السلام بن عاطف جابر
- ارشيف الكاتب


 

الغُلو في المديح، والفجور بالخصومة عند العرب من علامات النفاق. والإمام علي كرم الله وجهه قال (يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني)

والمزايدة السياسية في العصر الحديث، هي المعنى الحقيقي، للغلو في الحب والفجور في البغض. . وهي جزء من الثقافة العربية، والشعب الجنوبي من هذه الثقافة. . ولذلك تعايش معها لسنوات؛ خوّنت النخب الجنوبية القائدة والمكونات بعضها البعض، وتمزقوا إلى مكونات كثيرة وضعيفة.

في 2015 تجاوز الشعب المكونات والنخب الممزقة، وقاوم الغزو وانتصر بدونهم. . وهذا التصرف الشعبي ، كان الرافعة التي ضمنت نجاح تشكيل الانتقالي 2017؛ أيد أغلبية الشعب الانتقالي، تسابق النخب -المستقلون وأعضاء المكونات-  لطلب الانضمام للانتقالي.

وعندما مارس الانتقالي نشاطه، كان من الطبيعي أن يتآمر أعداء الجنوب عليه. . ومن الطبيعي ظهور جنوبيين معارضين، وآخرين نقّاد، وغضب شعبي غير راضي؛ لأن مايتحقق أقل من الآمال والطموح.

لكن الغير طبيعي؛ توحّش ثقافة التخوين، عند أعضاء وأنصار الانتقالي، منذ 2019 تجاوزوا تخوين السياسيين والكيانات، إلى تخوين أي مواطن،  على وسائل التواصل الإجتماعي، ينتقد الانتقالي.!! حتى بلغ بهم "العته" تخوين الشعب.!!

قبل أسبوعين خونوا متظاهري المنصورة. . وأطلقوا حملة تخوين أي احتجاج شعبي، يخرج للمطالبة بأي شيء، مادام الانتقالي شريك في مجلس الرئاسة أوالحكومة. . وفي مساحات الحوار على تويتر قالوا (أن المجلس الانتقالي هو الكيان الوطني الوحيد،  أما الحراك الجنوبي كان مخترق من أقطاب  صنعاء بنسبة 90‎%‎ منذ انطلاقه).!!

إن من يحسن  الظن، بهؤلاء المزايدين المتطرفين،  سيقول (محبون جهلة). . وضحايا الثقافة السياسية العقيمة والمدمرة، التي  تركها نظام الحزب الاشتراكي للجنوبيين (تناولها مقال اليمن الجديد2) القائمة على الإقصاء والتخوين والفجور في الخصومة. .

لكن السياسة تعتمد على سوء الظن وليس حسنه. . ولذلك لابد من الشك في أسباب  تفشي هذه الظاهرة، في هذه المرحلة المهمة. . لأنها تمزق الصف الجنوبي، وتوسع الشرخ بين الانتقالي والثوار والمقاومة، وتعزله عن الجماهير. . وهي أحد أساليب الاختراق والثورة المضادة؛ التي تناول جانب منها مقال سابق بعنوان  (التآمر على الانتقالي من داخله)؛ وختم المقال بسؤال؛ ماهي عوامل نجاح الثورة المضادة.؟

ختاماً؛ أن هذا المستوى من المزايدة، والتطرف ضد الجنوبي الغير انتقالي، لايمكن تبريره. . وفي رأيي؛ أنها حالة مرضية، طارئة على الساحة السياسية الجنوبية، وقد تكون صنيعة أعداء الاستقلال . . ويجب على قيادة الانتقالي، تكليف خبراء وعلماء في السياسة والاجتماع دراستها، ووضع خطط التخلص منها. . وعلى أصحاب الفكر وكتاب الرأي، الإشارة إليها في كتاباتهم دائماً، والتحذير من خطورتها على الصف الجنوبي.

وللحديث بقية
عبدالسلام بن عاطف جابر