آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-07:39ص

انقدوا مرضى الغسيل الكلوي.!

الجمعة - 13 مايو 2022 - الساعة 07:17 م

د. صابر الحالمي
بقلم: د. صابر الحالمي
- ارشيف الكاتب


ترى وجوههم وكأنها تشع نوراً ،ابدانهم شاحبة أشكالهم بريئة كافحوا الحياة بكل مجالاتها وأساليبها وصعوباتها ،وقدموا التضحيات ،والبعض ضحى بأولاده ،وآخر فقدة بعض أعضاء جسده ،وبترة ساقية في سبيل الوطن ..

لا يملكون سوى ضمائرهم الإنسانية، ونواياهم الطيبة، وقلوبهم الجميلة، وضحكاتهم البريئة.

تنوعه أعمارهم، واختلفت اجسامهم، والبعض لازال في ريحان شبابه، ومراحل طفولته، ولكن القدر اوصلهم الى مركز الغسيل الكلوي .

 ذهب أحدهم بعد معاناة من الألم والوجع إلى إحدى العيادات .. فقرر ذلك الطبيب بعد الإجراءات اللازمة ومضاعفة الحالة التحويل الفوري لتلك الحالة المرضية إلى مركز الغسيل ..يبدو أن الأمر سهلا بالتحويل من ناحية الطبيب وهو يعلم ان المعاناة هنالك ستكون مؤلمه وموجعه .. يأتي المرافق منزعجا من الموقف ويبدوا على ملامحه الدهشة و الاستغراب ليضع قدمه أمام بوابة الغسيل ..فإذا به يتفاجأ بأنه اكتمل العدد اللازم للغسيل ، وينتقل ذلك المريض ومرافقيه إلى مستشفى اخرج ليتفاجأ الجميع أن أحد الممرضات ترجع أحدهم من البوابة لعدم توفر كمية المحاليل اللازمة لإجراء الغسيل .. علما أن بعض الأجهزة المتواجدة في مركز الغسيل لدى مشفى الجمهوري  قد تجاوزت الفترة الزمنية اللازمة للعمل . والبعض الآخر لا يتوفر فيها المحاليل ،و البعض غير مؤهل للعمل برغم جاهزية المبنى .

والمصيبة أن أحدهم خضع للغسيل الكلوي في أحد المرات ولكن الجهاز إصابة الخلل وتوقف عن العمل ..تم استدعاء العامل في الصيانة عمل بواجبه ولكن الجهاز لازال عاطلا ...تدخل احد المرافقين غاضبا

فصمت العاملين حينها...ولكن سرعان ما تدخل الموظف ليحث المرافقين على النصح وأن واجبهم هو انساني بحد ذاته فلا داعي للمهاترة،  وإذا حصل للجهاز اي شيء من الخلل لازم من عمل الحلول لإجراء المهمات  في الأوقات الأخرى . 

ولكن في مثل هذا الجانب تبقى وزارة الصحة غائبة كليا او جزئيا عن معاناة هؤلاء ...ويتساءل الجميع عن دور وزارة الصحة العامة والخدمات الصحية  في مثل هذا الجانب الذي يعاني منه الكثير والكثير من الذين نحبهم ونتعاطف معهم ونعشقهم ونمسح التراب من تحت ارجلهم .

وبموجب القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية في وطن يحترم المناضلين الشرفاء يجب الاهتمام بمثل هؤلاء وتوفير لهم كافة سبل الرعاية المحلية لهم  ان لم نقل من الواجب  امامهم ومكافئتهم بمنحة علاجية إلى الخارج .

وبرغم الدعومات والمعونات والاغاثات الطبية التي نسمع عنها ولكن لازالت بعض المستشفيات تعاني من ويلات الفساد وغياب دور الضمير الإنساني ..

أيها المسؤولين في وزارة الصحة أيها القائمين على مكاتب الصحة نرجو من سيادتكم الموقرة اللفتة الكريمة والموقف الانساني الأصيل  أمام أولئك المستضعفين المتواجدين في مراكز الغسيل الكلوي ..

دعوهم يشعرون بالحياة والتعاطف الإنساني  قبل أن يأتي إليهم موعد الرحيل.

المرضى بحاجة إلى غسيلٍ للكلى..