آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:33ص

انخفاض الأسعار .. السعادة التي ماتت

السبت - 08 يناير 2022 - الساعة 07:02 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


انخفضت أسعار المواد الغذائية فأخذت الناس فرحة غامرة .. وعادت إليهم روح الحياة والأمل .

بقيت جذوة الفرحة مدّة يسيرة ليتبعها هبوط مخيب للآمال وللعملة ولتموت تلك الآمال مجدداً.

اليوم وصل سعر صرف الريال السعودي مقابل العملة الوطنية لما يقارب الـ ( 300 ) ريال يمني .

حيث مجريات الأحداث تنبئ عن تدهور متسارع نتيجة لحجم المضاربات الكبيرة التي استغلها تجار العملة ودهاقنة الصرف .

متجاهلين أية نداءات أو مطالبات من قبل البنك المركزي والمؤسسات المالية بمراعاة الصالح العام وظروف المواطن.

تجار السلع الغذائية اعترتهم موجة من الانتقام المريع ليصبوا جام غضبهم على المواطن المسكين .. ليرفعوا أسعار المواد الغذائية بشكل محموم وكأن لا مودة بينهم والناس .

مع أنهم قبل فترة وجيزة بدو ودودين جداً و ( كيوت ) ولطفاء .. أعلنوا عن قوائم التخفيضات وذيلوها بتمنياتهم برخص الأسعار وانخفاضها أكثر وأكثر وأنهم سيخفضون الأسعار في قادم الأيام كلما تحسّن الصرف وتعافى الريال.

ومع بروز أول مؤشرات ارتفاع العملة انقلبت وجوه التجار ليسفروا عن وجههم القبيح ويقلبوا للمواطن ظهر المجن .

ليقتلوا الفرحة من قلوب الناس ويعود المواطن الغلبان في شقاء وبلاء مع متطلبات معيشته الأساسية.

عاد الغلاء من جديد .. وعادت معه الهموم والغموم .. وعاد جشع التجار الذي حسبنا ذات يوم أنهم يملكون ضمائر حية .. لكن أثبتت الأحداث أنهم ما زالوا قساة القلوب على الناس ولا تهمهم سوى أرباحهم ومصالحهم الذاتية.

التعويل ـ بعد رحمة المولى عز وجل في تقلّب الأحوال ـ على عودة الحال إلى التحسّن .. لكن على المرء أن يتعلم من دروس الأيام .. وليكن له من تقلّبات زمانه استفادة وحكمة .

والحكمة التي نخرج بها من هذه الأحداث أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فما بالك ونحن نلدغ من جحور ( التجار الفجار ) مرات ومرات.