آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:15م

القيادي الإيراني .. خرج من صنعاء ذليلًا 

الأحد - 19 ديسمبر 2021 - الساعة 11:23 م

د. مجيب الرحمن الوصابي
بقلم: د. مجيب الرحمن الوصابي
- ارشيف الكاتب


خرج حاكم الميليشيا الحوثية العسكري حسن إيرلو ذليلًا بعد انقساماتٍ داخلية أشعلها غضبٌ اجتاح صفوف الميليشيات، وذلك إثر عمليات التصفيات للقيادات الحوثية التي أمر بها إيرلو منذ قدومه لحكم صنعاء المحتلة، والتي تزايدت عقب تسريبات مطار صنعاء الدولي التي نشرها تحالف دعم الشرعية في اليمن.

لم تكن تسريبات المطار هي السبب الأوحد لأوامر إيرلو بتصفية القيادات الحوثية، بل رافقها التفكك الداخلي والتحقيقات التي جاءت عقب ضربات التحالف لمواقع مخازن وورش تصنيع الأسلحة والألغام، بالإضافة إلى أخذ الإيراني لحصة الأسد من عمليات النهب الحوثية، فالجبايات التي تفرضها الميليشيا على اليمنيين تتوزع بناءً على مرتبة القيادات، بيد أن إيرلو يحظى بالجزء الأكبر من جميع العمليات.

عزا الإيرانيون خروج إيرلو بسبب مرضه بكورونا، ولكن المحللين السياسيين آثروا اتباع مسارين، الأول منها هو تخوف الإيرانيين من العمليات الدقيقة التي ينفذها التحالف في صنعاء، والمستهدفة لمواقع الميليشيات بدقة، فلجأوا إلى إخراج حاكمهم المنتدب إلى صنعاء حتى تتمكن الميليشيا من إعادة تمثيل سيناريو التهدئة والعودة إلى طاولة الحوار.

وكان الآخر، هو شدة الحرب السياسية المشتعلة ما بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي بسبب المفاوضات غير المجدية في فيينا حول النووي الإيراني، إذ اشتدت حدة التصريحات التي تدين إيران وميليشياتها في المنطقة ما بين لبنان والعراق واليمن، وعلاقتها بدعم الميليشيات وإنشاءها وتهريب السلاح للتنظيمات الإرهابية في آسيا وإفريقيا كداعش والقاعدة.

فاتخذت إيران خطوة إعادة حاكمها العسكري بحجة مرضه لتتجنب الاصطدام بالمجتمع الدولي، ولتخفف من حدة الإدانات اليومية الصادرة عن الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي للتواجد الإيراني في اليمن، بيد أن الواقع هو مالم ينسه اليمنيون، ألا وهو مقتل النساء والأطفال والشيوخ على يد الأدوات الحوثية الإيرانية، ودمار البنى التحتية للوطن وفقًا لعملياتهم الإرهابية الممنهجة.