آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:55ص

ذراع الفأس يؤلم الشجرة أكثر لأنه من خشبها

السبت - 28 أغسطس 2021 - الساعة 10:17 ص

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


العامل الرئيسي لانهيار الجيش الأفغاني وهزيمته السريعة أمام مسلحي حركة طالبان وتفكيكه كان في عدم صرف مرتبات جنوده لستة شهور تقريبا بشكل متعمد. حدث ذلك مع استمرار سريان الحوار بين ممثلي الحركة والولايات المتحدة والحكومة الأفغانية في الدوحة الذي أفضى إلى اتفاق لم يعلن عنه، ليتم التسليم نكاية. وإلا لماذا جرى قطع ومنع صرف مرتبات جنود الجيش والقوات المسلحة؟! 

في الجنوب يجري وقف صرف مرتبات جنود القوات المسلحة والجيش والأمن، أحزمة أمنية ونخب لحوالي ثمانية أشهر، بينما الجنود التابعين للجيش الوطني اليمني يتقاضون مرتباتهم شهريا كل حسب رتبته من 1000- 3000ريال سعودي مثلهم مثل بقية أفراد قواتهم في مأرب وفي الساحل الغربي تدفعها المملكة العربية السعودية راعية اتفاق الرياض، أضف إلى ذلك زكوات وهبات للجيش الوطني في مأرب من مركز الملك سلمان للإغاثة. فكيف تريدون منهم الانسحاب من شقرة وشبوة تطبيقا لاتفاق الرياض.

هذا يحصل قبل أن يشارك المجلس الانتقالي الجنوبي في أي مفاوضات حتى الآن. المجلس الانتقالي الجنوبي بما لديه من إمكانية وميزانية استطاع أن يصرف راتب شهرين مؤخرا. ومن مصلحة الجنوب أن يستمر المجلس الانتقالي الجنوبي في صرف مرتبات جيشنا وقواتنا المسلحة الجنوبية كل شهر بشهره، سابق وراهن في ظل ظروف معيشية صعبة مفتعلة لإيجاد الاستقرار المنشود من قبل كل الأمنيين والعسكريين والمدنيين قبل أن يصلوا إلى حالة اليأس والإحباط فيقبلوا بأي مخرج ولو التعلق بجناحي طائرة إن وجدت للهروب إما للنجاة وإما السقوط منها والهلاك، لأن حينها ستكون الحدود مغلقة إذا علمنا عن ماذا أسفرت المحادثات الحوثية السعودية في عمان! وإذا عرفنا سر تقارب أبوظبي والدوحة وأنقرة! ولقاء رئيس مخابرات الإمارات بأعلى قمة هرم السلطتين في البلدين! فالفأس لا تؤلم الشجرة وإنما ذراعها لأنه من خشبها.

إلا إذا كانت رسائل بشأن إيران والضربة القادمة عليها وعواقبها أمنيا وعسكريا ومدنيا التي قد تجتاح المنطقة برمتها، فإن موجات منها ربما تصل إلى جنوبنا لحين لا يعلمه إلا الله نريد له بقاءا بيد أبنائه وتحت رأيته والدفاع عنه أرضا وإنسان مهمة جليلة.