تحت ذريعة (التخفيف من معاناة المواطن)، والاحتجاج على ارتفاع العملة، نفذ الانتقالي المكلا، صبيحة الأحد الأول من أغسطس عصياناً مدنياً، دعا من خلاله أصحاب المحلات التجارية على اغلاق محلاتهم، فتم تلبيته على مضض، وبتذمر شديد، سيما في هذه الأوضاع التي يمر بها الشارع الحضرمي، من غلاء في كل شيء؛ وبهذا ينضم الانتقالي الى الفريق المعني بخنق الشعب، المكون من (مليشيا الحوثي) و(الحكومة الشرعية) قولاً، لا فعلاً ، ليتم احكام القبضة الثلاثية على ما تبقى للمواطن من نفس، والتضييق على معيشته، بدلاً من رفع المعاناة عنه.
فهذا المواطن لن تقبله فنادق الرياض، ولا شوارع تركيا، أو مصر، ولا فلل الإمارات، لأنه لا يشكل أي مصلحة لهم، لذلك يتم الضغط عليه من جميع الاتجاهات، لأنه واقع في أدنى السلم المعيشي والوظيفي، بينما من هم في أعلى السلم يزدادون ثراءً، يصل حد الفحش؛ حتى أن هذا الشعب لم يعد قادراً على قول كلمة(قاق) ليتم التخفيف عنه.
فإغلاق المصالح الحكومية، والمحلات التجارية، وتسيير المسيرات، ورفع الرايات لن يخفف من معاناة هذا المواطن المسكين، بل سيزيد من معاناته؛ وكان الأحرى بمن يدعي أنه يمثل هذا الشعب المغلوب على أمره أن يقدم الحلول له، لا أن يضع المشاكل أمام ناظريه، وتحت رجليه.
فهم يطالبون بمن يصفونها حكومة الفنادق مرة، وحكومة الاحتلال تارةً أخرى، وحكومة المناصفة، أن تقدم حلولاً، وهي أساس المشكلة، والمصيبة أنها لاتملك من الأمر شيء، فالأمر كله يعود (لطويل العمر) أطال الله في عمره.
بينما الحلول بسيطة، وسهلة، ومتاحة، ولكن العقول ضالة، وتفكر داخل(علبة فاصوليا مدحلة، أي مصدية)، فالملايين التي تصرف على رفع الرايات، وتحريك المسيرات، وعقد الاجتماعات، كان أولى بها أن تصرف على هذا الشعب، حينها ستزداد شعبيتكم، وسيحبكم من يكرهكم.
من الحلول المتاحة، والتي بها سيتم التخفيف من معاناة المواطن، هو فتح (تعاونيات) في المربعات داخل المدن، التي تم العمل عليها بكل محبة وإخلاص، لاقامتها، وهي في الأساس أقيمت لأغراض أمنية، فاستفيدوا من هذه المربعات، في توفير احتياجات المواطن من المواد الغذائية الأساسية فقط وهي(الأرز، والدقيق، والسكر، والزيت، والحليب المجفف) فقط، على أن تكون هذه المواد بنصف قيمتها في السوق المحلي، ويتم صرفها عبر بطاقة تموينية لكل عائلة، كذلك عبر هذه التعاونيات قوموا بتوفير احتياجات المدارس ولو للأطفال، من الصف الأول حتى الصف الخامس، (من زي مدرسي، وشنط، ودفاتر وأقلام)، وبنصف قيمتها، أيضاً في فترات العيد قوموا بتوفير ملابسه، ولو للأطفال من السنة الأولى، حتى سن الخامسة عشر؛ وغيرها من الخدمات والاحتياجات التي يحتاجها المواطن.
حينها سنقول أنه تم استعادة الدولة، فالدولة بما تقدمه من خدمات، وليس بما ترفعه من شعارات.