آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

المهة الأولى

الخميس - 22 يوليه 2021 - الساعة 07:54 م
وليد التميمي

بقلم: وليد التميمي
- ارشيف الكاتب


أول ما كلفت في صغري بمهام عائلية خاصة خارج نطاق ديس المكلا كانت قبلتي سوق الصيد في الشرج، تعودت على شراء صيد الصنوفا، أو الشروي حسب الإمكانيات المادية.

 القاعدة الذهبية الإلزامية: الصيد لابد يكون طري ياوليد، أتاكد من الخياشيم، ولون الدم، واتوكل عالله، وكان صديق يمازحني باقي تفحص بالعدسة المقعرة ضرس العقل لتحديد عمر السمكة، وما إذا كانت ذكر أو أنثى.

بعدما تم منحي الثقة، تم ترقية المبلغ وانتقلنا إلى شراء الزينوب والبياض. كانت وجبتنا وقتها في الغداء رز أحمر، وصيد ووعاء شتني أو عشار، وتحتهما كان التفال الدائري المصنوع من حصير سعف النخيل.

 كان الأكل بسيط ببساطة الناس والحياة، وذوقه ونكهته ولونه لا يقاوم أبدا، إذا كنت شبعان تجوع وإذا كنت جائع الله يعين من اجتمع أنت وهو على مائدة واحدة.

قضى مرسوم عائلي، بتمكيني من صلاحية شراء الصيد الثمد، وقبل الخروج من المنزل كنت استمع إلى تعليمات أمي وعمتي، واحفظها غيب، أذهب إلى الشرج، انظر بحرقة إلى الصيد الشروي والصنوفا، وأودعهما بخجل، وابدأ رحلة البحث عن الثمد السمين، قبل عقد صفقة الشراء بالتراضي، لمحت سمك لونه غريب سألت البائع عن اسمه قال لي غودة، الكيلو ما يشتريه إلا من هو من الطبقة المخملية، كنت اعتقد حينها أن مخملية قطعة قماش، قبل أن افهم مقصده تماما، مع ذلك كنا لا نراهم ولا نسمع عنهم ولا نعتقد أنهم يتميزون عنا بشيء كبير أو فارق.

 دارت الأيام وحتى الثمد تكبر علينا، والطبقة المخملية أصبحت طبقات ونحن بينهم مجرد ضيوف، وحضرموت لهم وحدهم ونحن نكتفي بالأنين والشكوى فقط.