آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:21ص

محمد غالب أحمد يمثل العقلية السطحية التي أوصلت الجنوب إلى ما نحن فيه

السبت - 20 فبراير 2021 - الساعة 09:56 ص

نايف محمد المدوري
بقلم: نايف محمد المدوري
- ارشيف الكاتب


طالعت مقال للقيادي في الحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب أحمد بعنوان حضرموت والمهرة لم تدخل في إطار دولة الجنوب العربي تحدث فيه عن هوية شعب الجنوبي بسطحية كبيرة ، كانت بمثابة الصورة الواضحة للعقلية الحاكمة التي اوصلتنا إلى ما نحن فيه ، والتي لم تقدم لشعبنا سوى الفشل ، والفشل لا غير .

حيث أطلق عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي في مقاله جملة من المغالطات ، وانصافا للتاريخ ، وللقارئ الكريم يجب الوقوف عليها ، وتفنيدها نقطة نقطة .

تحدث الرجل عن النضال المتمثل بالثورة السلمية الجنوبية العارمة التي قدم خلالها شعبنا قوافل من الشهداء على مسلخ الحرية ، والتي لم يكن الرجل الحريص على الوطن اليوم متواجدا فيها منذ انطلاقها إلى إعلان الغزو الثاني على الجنوب في ٢٠١٥ ، بل كان بالقرب من الحاكم في العاصمة صنعاء ، ينعم بسخاءه ، فذاكرة شعب الجنوب يا عزيزي ليست مثقوبة .

ثم تحدث عن الهوية الجنوبية الخالصة ( الجنوب العربي )، ولكنه استبقها بالحديث عن الرقص والغناء متهما إياها الشيخ هاني بن بريك عندما كان يدشن حفل إشهار الجالية الجنوبية بدولة فرنسا الصديقة ، برفقة أولئك الرجال الذين قدموا جل مالهم في نصرت شعبهم الجنوبي ، وهو بذلك يظهر مدى الحقد الشخصي للشيخ ، وربما أراد بذلك ارضاء جهات جاهرت بالعداء لشخص الشيخ هاني بن بريك ، ثم تحدث بأنه لم تكن هناك دولة أسمها الجنوب العربي ، وإنما كان هناك كيان أعلنته بريطانيا في ١١ فبراير ١٩٥٩م تحت مسمى إتحاد إمارات الجنوب ، وهو بذلك أصبح غير قادر على التفريق بين الهوية السياسية ، والهوية الجغرافية ، فاتحاد إمارات الجنوب هوية سياسية ، والجنوب العربي هوية جغرافية ، فنحن جنوب الجزيرة العربية منذ أن خلق الله السماوات والأرض ، وهذا هو وطننا ، وعمرنا الحقيقي .

كما تحدث الرجل عن إحراق علم الجنوب العربي من قبل التظاهرة الطلابية بعدن يوم ١١ فبراير عام ١٩٦٧م غير مدرك أن العاصمة عدن أصبح ثلثي سكانها قبل الاستقلال الأول من مواطني المملكة المتوكلة الهاشمية والتي تم تغيير أسمها بعد ذلك إلى المملكة المتوكلة اليمنية ، ويعد ظهور اسم اليمن كهوية سياسية لأول مرة في التاريخ القديم والحديث ، كما يعد أحراق العلم الجنوبي تصرف طبيعي لمحاولة يمننة الأراضي الجنوبية ، والحفاظ على مصالحهم ، وقد تحدث عن ذلك النزوح ( تريفاكس ) أحد المندوبين الساميين لبريطانيا واصفا إياه بالجيش الموجه والمنظم من قبل الإمام إلى الجنوب ، وعدن بالتحديد ، ولكن الحدث الأهم ، وباستغفال متعمد لم يذكر لنا الكاتب التظاهرتين الطلابيتين التي خرجت في مصر عشية وصول اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدث عام ١٩٦٣م إلى مصر العربية ، حيث كانت الأولى تظاهرة قام بها مكتب هيئة الجنوب العربي بالقاهرة ضمت طلاب الجنوب العربي الذين يتلقون العلم في جمهورية مصر العربية خرجوا للتأكيد على الحفاظ على الهوية الجنوبية ، وعدم التفريط فيها ، بينما الأخرى تظاهرة طلاب الجالية اليمنية ، وبحضور بعض رجال السفارة اليمنية في القاهرة ، وأعضاء حزب الشعب الاشتراكي والذي يعد معظمهم يمنيون نازحون في عدن ، يهتفون بضم المدن الجنوبية إلى اليمن ، المصدر كتاب الجنوب العربي في هيئة الأمم المتحدة تاريخ الإصدار عام ١٩٦٣م .

أما قوله ظلت القيادة السياسية الجنوبية تخفي رغبتها الحقيقية في استعادة دولة الجنوب العربي حتى سمعها من باريس ، ومن القائد عيدروس قاسم الزبيدي من موسكو ، فهذا الكلام غير صحيح ، ومناف للحقيقة تماما ، يا عزيزي من يؤمن بالجنوب العربي لم يخف رغبته في استعادة الدولة الجنوبية منذ الوهلة الأولى ، حيث يوجد أحد بنود ومواثيق الثورة السلمية يتحدث بذلك بوضوح عن استعادة الدولة الجنوبية ، والأرض ، والهوية ، والتاريخ ، ولسنا خائفين من أحد ، وأكدت القيادة السياسية للجنوب في أكثر من مرة في خطاباتها ، بأنه لا وطن بدون هوية ، ولا هوية بدون وطن ، ومن لا يفهم ذلك فالمشكلة فيه ، وليس بأحرار الجنوب ، وشعبه العظيم في توضيح الواضح .

أما مسألة حضرموت والمهرة لم تكن ضمن اتحاد إمارات الجنوب ، فهذه فزاعة عمد نظام صنعاء إلى ترديدها ، وربما تأثر فيها الرجل ، وأصبح يرددها غير مدرك أن أحد اجتماعات اعضاء الاتحاد عقد في مقر الاتحاد بحضرموت ، ثم توالت الاجتماعات والتي كانت رئاستها دورية بين أعضائها في عملية ديمقراطية تعد انموذجا فريدا في المنطقة .