آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

لملس ومعركة الحفاظ على ما تبقى!!

الخميس - 18 فبراير 2021 - الساعة 12:30 م

أصيل محمد
بقلم: أصيل محمد
- ارشيف الكاتب


إن المتابع للزيارات الميدانية التي يقوم بها المحافظ إلى مرافق ومؤسسات المحافظة، سيتعرض لها بتساؤل عن ماهية جدوى هذه الزيارات الميدانية في الوقت الذي يكاد فيه المواطن يفتقر لأبس مقومات الحياة الكريمة؟ جراء تردي الخدمات و و..إلخ، ولربما تحمس المتابع وأخذ ينتقد وينظّر ويحلّل في شخص المحافظ لملس..!!

 

لكن، لو نظر بعين البصيرة لوجد أن الرجل بنزوله الميداني على المرفق الفلاني تارة، وتارة على المؤسسة الفلانية، هو يحاول أن يبعث فيهم حس العمل والأمانة والمسؤولية، هو بنزوله يوقظ وينبه من أخذ بهم السبات، من أصبحوا في حين غفلة ضمن كتائب الفساد المدربة دون سابق إنذار من أي مسؤول أو مراقب عليهم..!!

 

جميعنا يعرف أن الفساد مستشري في جميع المرافق والمكاتب الإدارية، ومن الصعوبة بمكان إزاحة هذا الفساد بتوجيه كتابي أو ما شابه، في الوقت الذي فيه الفساد جذوره ممتدة ومتينة، فقط هناك طريقة واحدة لكشفهم وفضحهم، وذلك لن يكون إلا بالنزول الميداني المفاجئ، للتفتيش عليهم ووضعهم أمام الرأي العام، كونهم فاسدين، وأن لا جدوى في بقائهم ..

 

ليس هذا فحسب، فلا شك أن الجميع يدرك أيضاً الحالة الاقتصادية المتدنية والحرجة التي تمر بها البلاد، وهذا بدوره ينعكس سلباً على أي عمليات تنموية قادمة، أو القيام بأي إصلاحات خدمية حالية، فقط هناك الفتات الذي لا يكفي حتى للترقيع الخدمي وسد الحاجة المتفاقمة للمواطن يوما بعد يوم، والتي كانت ولاتزال نتاج التغيرات على الساحة السياسية والعسكرية، التي تخوضها الدولة التي تكاد تكون آيلة إلى مفترق عصيب لا قدّر الله ..

 

لذا وأنت تتابع المحافظ يصول ويجول من مرفق إلى آخر، وهو  يوخز بعكازته مَواطِن الغفلة والفساد وفقدان الحس، حينها تيقن أن الرجل يحاول جاهداً المحافظة على ما تبقى من مؤسسات ومرافق خدمية للدولة، يحاول جاهداً أن يوقظ الضمير، وأن يبقي على الأخلاق التي تدعوا إلى الأمانة والمسؤولية ومراقبة الله في العمل، حرص شديد يبديه الرجل المحافظ للحفاظ ليس على المرافق الخدمية فقط، بل حتى المعالم الوطنية والمآثر التاريخية، التي طالتها الأيادي العابثة إبان حرب الحوثي..!!

 

إن الرجل بحاجة إلى تكاتف الجميع في صفه لمواجهة معركة الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة، الأمنية كانت أو الخدمية بمختلف أنواعها، واجهوا الفاسد وافضحوه أمام الملأ؛ ليكون عبرة وعظة لغيره، عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه تدمير وإفساد وتخريب ما تبقى من مؤسسات الدولة المتهالكة..!!

 

في الأخير: سيادة المحافظ أشهِر سيفك بوجه الفساد وخض ملحمتك التاريخية في سبيل الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة، ولا تنظر إلى أولئك المثبطون والمرجفون، وكن كما عهدناك واثق الخطى لا يحيد، والله ناصرك لا محالة..!!