آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:35م


لمن يريد أن يفهم

السبت - 12 ديسمبر 2020 - الساعة 11:56 ص

قاسم المسبحي
بقلم: قاسم المسبحي
- ارشيف الكاتب


 

 

في كل الأزمات والصراعات التي مر بها العالم، التفاوض والحوار يؤدي إلى المصالحة والسلم والشراكة، إلا عندنا في اليمن فإنه يؤسس لمزيد من الصراعات والنزاعات 

وأشغال الفتنة ،لتندلع بعدها الحرب.

 الحوار اليمني اخذ من الزمن فترة طويلة ، ولف دول عديدة ، فعندما نسأل عن مشكلة التأخير في الحوار ..الرد (يطبخ ) على نار هادية .. بمعنى أنها تحت الدراسة والتمحيص ...وبينما الأزمة اليمنية تجاوزت سنوات وهي (تطبخ)على نار ليست هادية بل مشتعلة في مدن اليمن شمال وجنوب أكلت الزرع والضرع ، وأحرقت الأخضر واليابس، والانسان ولم تستوي بعد ..

 ما دام كل الأطراف المتنازعة تدعي انها تكره الباطل وتحب الحق .لماذا حين اختلفت اندلعت الحرب ؟للاسف تبين أن توجه الأطراف المتنازعة هو توجه مناطقي وعنصري ويذهب دائما نحو المصالح الشخصية وليس توجه وطني ، ومن توجهه ليس وطنيا لن يحصل على مكاسب ومصالح وطنية، ان الظروف تتطلب توجه وطني وليس توجه مناطقي . ان الأطراف المتنازعة في اليمن تتزايد يوم بعد يوم وكل طرف يستقوي بالأموال، وأخر يستقوى بالدبابات، والجميع يستقوي بالخارج، وكلهم قد سال لعابهم على حساب من سال دمهم.

 

قيادات الدولة والأحزاب السياسية يجب أن تكون ضمائر ومبادئ وطنية قبل أن تكون سلطة ، اين الضمائر الوطنية فيما يحصل في اليمن شمال وجنوب، أن النزاع اليوم خرج عن المبادئ الأساسية،اليوم يستهدف المواطن لا غير ، سواء كان ظلما أو قتلا أو تعذيبا أو إساءة بمختلف الأشكال ، فجميع التضحيات التي شهدها تاريخ البشرية كانت في سبيل مصلحة الوطن والمواطن ، فما نشهده الآن في بلادنا ليس لمصلحة الوطن لم يأتي بفائدة تذكر للمواطن والوطن ،لم نرى الا أشلاء من نساء ورجال وأطفال ، فكم من قائد ضحى بنفسه من أجل راية الوطن ،وكم من جندي ضحى بروحه من أجل الوطن ، والكثير الكثير ،ولكن لا وطن أستقر ولا مواطن سلم.

هل سيأتي يوم ونبارك توقيع اتفاقية إنهاء الحرب ؟ هل الأمور مبشرة...؟ بعد أن تبين أنها حرب عبثية وليست وطنية .هناك الآلاف من خيرة شبابنا ماتوا في حرب يؤكد اليوم حتى من اشعلها بأنها غير واجبة، وأكثر من ذلك عبثية.هناك الآلاف من اليمنيين احترقوا بنارها، اطراف مبتورة، وتهجير، وأزمات فوق أزمات طالت كل اليمن.

هناك مقدرات وطنية ضاعت مقابل لا شيء، وحرب بلا نتيجة

الا يوجد في قاموس أطراف الحرب حق الشعب أن يستريح، لا حرب، ولا حصار، ولا نزوح، ولا خوف، ولا فقر، ولا جهل، ولا معاناه .