آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-11:42ص

طرابلس والحديدة والمخرج الدولي

السبت - 18 يناير 2020 - الساعة 10:52 ص
حيدره القاضي

بقلم: حيدره القاضي
- ارشيف الكاتب


بقلم : حيدره القاضي

المتابع للمساعي الدولية الكثيفة والخطوات الجادة لحث اطراف القتال في ليبيا لوقف اطلاق النار , وتحديد موعد واضح التاريخ , لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة تشارك فيه الخمس دول دائمة العضوية وعدد كبير من الدول ذات التاثير في الساحة العالمية , يختاله شعور بان الازمة الليبية وليدة اليوم ,و الاهتمام الدولي انسانيا صرف حرصا الا تراق قطرة دم على تراب ليبيا.
العالم يراقب الاوضاع في ليبيا منذ 2011م , وكرة الازمة تتدحرج حتى استفحلت لتفضي الازمة السياسية الى ازمة مجتمعية , طحنت ليبيا ارضا وشعبا ,وقسمتها الى مليشيات وكنتونات , ستدفع الاجيال ثمنه زمنا طويلا , تمزق وتشرذم وعداوة وتعدد هويات , قبل اسبوع من المواجهات الاخيرة بين حكومة السراج والجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر كان قد تقرر عقد لقاء بين الطرفين للتفاوض برعاية اممية بهدف الوصول الى توافقات تكفل حق الجميع في المواطنة و المشاركة السياسية, وستنتهي الحرب وتسدل اوزارها , لينتقل الليبيون الى مرحلة جديدة , لكن ذلك عزّ على المخرج خروجهم عن النص , ودفع الى انفجار الوضع , تصاعدت الازمة في الاشهر الاخيرة والمجتمع الدولي رافع يده بصمت غادر , 8 اشهر والاقتتال على أوجّه في ليبيا , لم نسمع أي دعوة لوقف الاقتتال , طالما وموازين القوى متقاربة بين الطرفين المتصارعين , والسيناريو يعرض وفق الخطة التي رسمت , والمسلسل لم تستوف حلقاته بعد. .
لكن بعد ان اختلت موازين قوى المعركة مؤخرا لصالح طرف , وبدت الامور للحسم منها للاستمرار. هنا تداعى المجتمع الدولي بقوة حثيثة , تدخلت روسيا وتركيا على الخط وهما لاعبان رئيسيان في دعم طرفي الاقتتال , تقرر التوقيع على هدنة لوقف اطلاق النار في العاصمة الروسية موسكو , وقع السراج و لم يوقع حفتر , حفاظا على مكاسب المعركة الاخيرة التي اسقطت مدينة سيرت بيده والسيطرة على ابار النفط واحكام الخناق على العاصمة الليبية طرابلس, تحركت المانيا بكثب لانقاذ الموقف . وحشدت العالم بقوة , لعقد مؤتمر دولي في العاصمة برلين في غضون اسبوع لوضع خارطة طريق لحل الازمة الليبية وتشكيل لجنة دولية لمراقبة وقف اطلاق النار.
هذا السيناريو بنصه وفصوله يذكرنا تماما ماحصل قبل عام في الساحل الغربي في بلادنا , بيمنا قوات العمالقة تحكم الخناق على المليشيات الحوثية وتكاد الحديدة ومينائها قوب قوسين او ادنى من السقوط بيد المقاومة ,ساعات ويقضى الامر في اليمن فعليا , حينها تحرك وزير الخارجية البريطاني بقوة الى المنطقة للضغط بايقاف و اطلاق النار. والدعوة لاجتماع في استوكهولم . نتج عنه تشكيل لجنة للاشراف على وقف اطلاق النار وانسحاب المليشيات من 3موانئ , والى اليوم مازالت الدماء مراقة والموانئ بيد الانقلابيين , لوتحررت الحديدة حينها كانت الحرب انتهت في اليمن وانتقلنا الى مرحلة جديدة من الاستقرار ..
انا هنا لا اؤيد طرف عن اخر في ليبيا , ولست في ترف سياسي ورخا مجتمعي تمنحني حق نقد وتقييم اوضاع الاخرين , , ففينا في اليمن مايكفينا من ويلات سوء تقديرنا , و طيش نخبتنا , لكن استشهد بالتدخل الدولي , في مراقبة مايجري في الوطن العربي بدقة , والحرص على طول امد الحرب , والحفاظ على كل اطراف النزاع لكي ينفذ المخطط كم رسم . ففي وقت كانت الارواح تزهق و مؤسسات الدولة تدمر, والمجتمع يتمزق إربا إربا في اليمن وليبيا , فذاك امر فيه نظر برأيهم , لكن عند الخروج عن النص يتم التدخل بقوة يصل الى التهديد عسكريا . وشعارهم الحفاظ على الجميع ولكن ضعفاء متناحرين .
السيناريوهات تتكرربمأسيها في منطقتنا وذلك لان المخرج واحد,