آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-02:07م

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من تاريخ بطولي الى انتحال طفولي

الخميس - 26 سبتمبر 2019 - الساعة 08:26 م

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


ونحن في الذكرى ال٥٧من عمر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة اذا نطالع صفحات التاريخ بكل شموخ  لنقراء سير اؤلئك الافذاذ المناضلون الذين جسدوا اللحمة الوطنية في الدفاع عن الحرية والكرامة منهم ممن ماتوا شهداء في سبيل نيل حريتهم ومنهم ممن عاشوا شرفاء بعد تحرير ارضهم وعرضهم ونيل اهداف ثورتهم الخالدة وبمثل  اؤلئك الابطال اذا نفاخر بثقة مفرطةبعد أن اثبت لنا التاريخ  حقيقة اخلاص  كفاحهم المسلح ضد المحتل الاجنبي الغاصب وبعد وجدنا انهم   كانوا محل ثقة شعبهم وعنوان الوفاء لوطنهم اليمني الكبير من خلال تجسيد تلك البطولات بكل كبرياء وفخر وشموخ واعتزاز

الا أن مايحز في النفس اليوم والمؤسف جدا   تراجع  بعض الساسة عن الهدف الوطني المنشود والسقوط في وحل العمالة ولارتزاق وتحول بعض القادة عملاء ومأجورين ومعول هدم للوطن من خلال طمس الثورة السبمترية الخالدة التي تغنى بها اليمنيين كثيرا وعلقوا على ركنها  الاآمال والطموح الكبيرة على مدا قرن من الزمن،،  فلقد كان  لمطالعة تلك  المواقف الاسطورية لاافذاذ الوطن المخلصين  محل الفخر والاعتزاز بروح الانتماء الوطني والولاء الخالص للقيادة الوطنية المخلصة للوطن الصادقة مع الشعب،،،  الا أن صناعة  تلك التحولات السلبية لساسة الوطن جعلتنا اكثر كراهية لمن جعلوا البلد يغرق في اتون الصراع السياسي داخليا وخارجيا ولم يفضو لمشاورات السلام  بقدر زيادة التعنت  والااصرار في الخوض باالمغامرة الخاسرة

و ما الذكرى ال٥٧من عمر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  الا ذكرى الشؤم للتحول السلبي للثورة السبتمرية الرائدة والتي  حولها اؤلئك الاوغاد  من احتفال الابطال بذكرى النضال  الى انتحال الاطفال بشبح الطيش والاحتلال لينتجوا  خلال فترة قصيرة  ثقافة الغدر والخيانة وليؤرثوا للاجيال ثقافة الاقتتال والصراع الداخلي

فمن الطبيعي اليوم أن قلنا أن   الذكرى٥٧السبتمبرية المجيدة قد تحولت  الى مأتم وبكل تأكيد لم يعد  هناك ذكرى تليق بعظمتها خصوصا بعد أن  انتحلها بعض الساسة وضعفاء النفوس واضاع مجدها العظيم

فلقد كان لرجال الوطن الاوفياء موقفا اسطوريا واضحا تجاه تلك التحولات ولقد عمل الشرفاء بكل اتقان لتجاوز تلك المعضلة الا انهم تعرضوا للخيانة والغدر فمنهم من سقط شهيدا ومنهم من وقع اسيرا ولازآل يعاني في الزنازنين المظلمة

ومايكدرنا اليوم بعض اساليب التمدح لقتلة  ثورة سبتمبر والمزايدات بااسم الثورة المغدورة  والوطن المحتل ليفتروا بحديثهم هذا على الشعب كذبا وزورا ليضللوا على ابناء الوطن الشرفاء بانهم اهل الثوابت الوطنية والخطط الطموحة نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد لم يدركوا بان الشعب بات يطالع مواقفهم المتلونة ويدرك جيدا حقيقة بياناتهم المزورة واؤهامهم المريضة

لقد ادرك الشعب اليمني تماما بان احفاد الامامة الكهنوتية في شمال الوطن لم يسعوا  لااقامةنظام الجمهورية اكثر من سعيهم لااعادة تاريخ الاجداد الامامي الرجعي وكذالك  احفاد السلطنة في جنوب اليمن ليس لهم  لهم هدف اكبر من اعادة نظام المشيخة والسلطنة وذالك بعد  قراء عميقة للواقع الملموس الذي نعانيه عن قرب ومثلهم في الرأي  حزب  الااخوان اليمني الذي يسعى لااقامة دولة داعش الارهابية جميع اؤلئك الادوات  طموحهم يكمن في انتاج واقع اخر

فالنادر  من الشرفاء الوطنيين الاحرار والمخلصين  ممن يسعون لااقامة الدولة العادلة المتحدة التي تكفل للجميع حق الحرية والعيش الكريم  هؤلاء وان وجدوا الا انهم  مبعدون  عن القرار السياسي  وهنا تكمن  المشكلة ويبقى الألم!!

فلن ينتصر الوطن أن لم يكن هناك تجسيد للتصالح والتسامح والعمل على تهئية الاجواء لتمكين اؤلئك الشرفاء والمخلصين من العمل في اطار خطة  تصحيح وجولة تفاهمات وطنية خالصة ووفق فكرة يمنية يمنية تحترم للجنوب حريته وتكفل للشمال حقه من الشراكة في السلطة والثروة ولاتؤمن بثقافة وحدة الأراضي اكثر من ايمانها بثقافة وحدة القلوب والتساوي في الحقوق والواجبات واحترام ثقافة الخصوصية بهذا ننتصر وبغير هذا فلن يكون  الجنوب جنوبا ولا الشمال شمالاً  سنهب بمهب الريح في مكان سحيق وستخطفنا الطير  حتما وسيذهب الوطن نحو المجهول

فهل آن لنا أن نحافظ على وطننا وشعبنا وان نحقن دماء بعضنا بالتنازل للااخر

الخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والحرية للاسرى والمعتقلين وانها لثورة حتى النصر