آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-10:35ص

عدن تحترق

الجمعة - 08 مارس 2019 - الساعة 02:47 م

حسين البهام
بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


في البداية أرجو من الأخت حميدة نعنع ان تستسمحني عذراً لأخذ عنوان كتابها ، ولكنني لم اجد افضل عنوان منه لما يدور في عدن اليوم ، غير أنني سأخذ موضوعي عن عدن من زاوية أخرى كي يفهمه غالبية القاطنين في عدن بعد ان كاد سكان عدن الاصليين أن ينقرضوا بسبب الشيطنة السياسية ممن حملوا الجنسية الجنوبية ..

إن مايحصل اليوم في عدن هو أمر طبيعي ونتاج موضوعي لأي تفاعل أو تصادم يحدث بين عنصرين مضادين لبعضهم ، وما هذا الانفجار إلا بسبب الغليان الداخلي الذي كان يعاني منه المواطن بسبب العنجهية الأمنية المستفزة للشارع العدني ..

عندما يصبح الأمن هو عدو المواطن .. ماهي النتيجة .. وماذا تتوقع يا اعلام الانتقالي بأن تكون النتيجة.. ؟"! تقديم الولاء والطاعة لأمنك والرضوخ لتلك الاعمال المخلة بالعقيدة والدين والقيم الحميدة التي تربينا عليها ، أم الواجب من الجميع الوقوف صفاً واحداً ضد تلك الاعمال من اي جهة كانت ، والمطالبة بمحاسبة العابثين بالسكينة العامة والغاصبين للطفولة والحامين للرذيلة ..

اجبني اخي الانتقالي ، هل أصبح كل صوت يرفض الظلم هو ضد مشروع الجنوب .. وهو اصلاحي .. عفاشي .. قاعدي ..؟!!

متى ستدرك تلك الاقلام حقيقة واقعها وواقع أبناء الجنوب ومايعانوه من هذا المشروع قبل وجوده ، كيف بهم سيرضون بكم وهم يرون منظومتكم الأمنية والسياسية والثقافية تقف خلف كل رذيلة وتشجعها وتصفها بأنها أعمال وطنية ألا يوجد فيكم رشيد يقول كلمة الحق والإنصاف في أعمالكم المخلة بكل القيم والمبادئ السياسية والثقافية ..؟! فهل هذا هو الحلم المنشود لديكم ..؟!

نحن نعلم بأن هناك اخطاء تحصل في اي منظومة أمنية ولكن سرعان ماتعمل تلك المنظومة على تصحيح هذه الاخطاء ، ففي عدن فقط هناك من يحمل المتناقضان معاً ، فمن يحمل شعار الحرية والاستقلال هو نفسه من يحمل معوله لهدم انشاء دولة الجنوب الحر من خلال ممارسته أبشع الأعمال ضد شعبه التواق للحرية ودولة النظام والقانون ..

فالثورات تأتي من اجل التغيير نحو الافضل وتأتي بها الشعوب وليس الافراد ،
فمن يحمل مشروع فئوي عنصري للوصول للسلطة لن ينجح ومن يتمترس خلف فئة مناطقية لن يكتب له النجاح وإن بدأ له ذلك فعليكم ان تثبتوا لشعب الجنوب بأن دولة النظام والقانون هي السائدة من خلال تسليمكم للجناة ليأخذ القانون مجراه ،فيكفي عدن مابها ، علماً بان عدادكم قد بدأ تصفيره بسبب اعمالكم واعلامكم الجهوي المنافي للحقيقة فقد اشعلتم فتيل المواجهة مع شعب جبار لايقهر ، فراجعوا حساباتكم قبل ان تصل نار عدن الى ابراجكم العالية ، فهل سيكون الشهيد رأفت هو محطم أسوار دولة الجنوب قبل بنائها .. أم ستكون روحة هي المرشد لإعادة التخطيط لدولة جنوب يسودها النظام والقانون ، وهل سيكون رافت هو ابو عزيزي التونسي .. ،أم ستكون للاطقم كلمتها في اطفاء لهيب الشعب ..، وكم من الزمن تستطيع هذه الاحزمة الصمود امام شعب الجنوب .. ، وهل ستستلهم تلك القيادة ماحصل.. ، وعدم تكراره ان نجحت في السيطرة العسكرية ..

هل بات يدرك الانتقالي بأنه غير قادر على حمل راية الجنوب بعد ان سقط شعبياً وأصبح لايمثل إلا المنتفعين منه .. ، كل هذا سنتركه للايام القادمة ولحنكة القيادة الانتقالية في تعاملها مع مجريات الامور المتسارعة ان كانت تلك القيادة تمتلك الحنكة السياسية ..