سيادة العقيد الركن فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية، محافظ حضرموت؛ والاستاذ جمال سالم عبدون، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية، المدير العام للتربية والتعليم بساحل حضرموت، لايخفى عليكم ما نحن فيه اليوم من تدني وانحطاط في مجال التعليم الاساسي والثانوي، الذي يكون عبئاً على التعليم الجامعي الذي يوجد فيه الكثير من الآفات التي رمتها الثانويات العامة من مختلف مناطق حضرموت بشباب أشباه متعلمين، الى سفينة الجامعات الحكومية والخاصة ومابينهما من معاهد صحية وتقنية وغيرها.
إن هذه المخرجات ستكون علينا وبالاً في المستقبل القريب والبعيد، لأنه سيكون لدينا جيل لديه نصف رؤية أو ربع رؤية في ادارة الدولة، وفي كل أمور حياته، وسيسهل استخدامه من قبل قوى داخلية وخارجية لتحقيق اهدافها ومشاريعها الخاصة والعامة، في الحاضر والمستقبل، وسنكون نحن ضحية لهذا الجيل النصف المتعلم، وليس نحن فقط، بل سيكون العالم أجمع ضحية له وسيعاني الويلات مثلما نعاني اليوم منه.
اتركوا عنكم أيها السادة الأفاضل، تجارب الشرق والغرب، واتركوا عنكم التجربة اليابانية أو الكورية أو غيرها، واجلسوا فيما بينكم وحددوا نقاط الضعف والقوة، فلكل مجتمع خصوصياته، وثقافته التي تحركه في الحاضر نحو المستقبل، ولا أدعي أن الحل عندي فأنا لست من أهل الخبرة والاختصاص في مجال التعليم، ولكنني اتمنى أن يتم الاهتمام بشريحة الطلاب من الصف الأول ابتدائي الى الصف الخامس، وفي هذه المرحلة وتحديداً في المستوى الأول والثاني والثالث، ان يتم التركيز على اللغة العربية والحساب، وارموا كل المواد الأخرى من دين وعلوم وطبيعة ولغات أجنبية، إلى مراحل أخرى، بحيث لايصل التلميذ الى المستوى الرابع الا وقد أحسن الكتابة والقراءة والقيام بالعمليات الحسابية البسيطة والمعقدة؛ حينها سيتم التعامل مع بقية المواد الأخرى بكل يسر وسهولة، فمن لايحسن القراءة والكتابة لن يتعلم ولو ابسط العلوم واسهلها.
فلم يعد لدينا الوقت الكافي للانتظار متفرجين، لتعصف بنا الثقافات الشرقية والغربية، حتى أصبح جيل اليوم يجهل هويته الحضرمية والعربية واليمنية، ولايعلم من هو، فهناك من يجيد التحدث بلهجات عربية أخرى، أكثر من إجادته للهجة اجداده وأهله، وهذه اشارة إلى التأثر الثقافي بالآخرين، وهذا التأثر هو نتاج ضعف التعليم، والذي يتسبب في عدم القدرة على التفكير.
فأرجوك ياعم فري سالمين، وأنت ياجمال عبدون، أن تنقذونا مما نحن فيه اليوم من قلة ثقافة وتعليم، وخاصةً أننا نعيش في وضع اللادولة، ورغم ما فيه من عيوب، إلا أن فيه فسحة لنحدد مستقبلنا بأيدينا، ونكون قدوة للآخرين في بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة، فإن لم نعمل اليوم، فسيأتي قوم يتخذون القرارات بالنيابة عنا، وهذا ماعهدناه خلال العقود السابقة؛ فسارعوا بارك الله فيكم في انتشالنا من هذه الحفرة المظلمة.