جادت علينا سماء المكلا مساء الثلاثاء 16 أكتوبر 2018م، بأمطار غزيرة، ناتجة عن العاصفة المدارية (لبان) التي ضربت المهرة قبل هذا التاريخ بأيام معدودة، وأتت هذه الأمطار بعد الجهد الكبير والجبار من قبل غرفة متابعة الأعاصير بديوان المحافظة التي أمطرتنا بعدد لاحصر له من البيانات والتحذيرات، حتى أصبحنا نأكل في الصباح الباكر بياناً، وعند الغذاء بيان آخر، وقبل العشاء وبعده بيان، وقبل المبيت بلحظات بيان، وهذا شيء ايجابي وجميل.
إلا أننا افتقدنا هذه المرة (مقاشة) العم فري سالمين المعهودة لتزحف على شوارع المكلا التي لاتتجاوز اصابع اليدين، وتقوم بعمل المعجزات مثلما فعلت سابقاً وقضت على مخلفات الأمطار والأتربة والغبار في لمح البصر، وكأنها مقاشة الساحرة ،في فلم (فله والأقزام السبعة).كذلك لم نرَ مستشاريه ومديريه حاملين أخواتها؛ إننا لانعلم ما الذي جرى لها، فلربما أصابها الوهن من كثرة ما أخذت في المرة السابقة، ولكن لا أعتقد ذلك، فهذه مقاشة جبارة لاتهدأ ولاتستكين حتى تحقيق الهدف المنشود.
ياعم فري، لقد أصبحت صدورنا، وصدور أولادنا ومن نحب مليئة بالأتربة القذرة، التي ستسبب لنا الهلاك في قادم الأيام؛ وأصبحت مدينتنا المكلا كأنها من مدن القرون الوسطى، رغم أن المسألة لاتحتاج إلا لمقاشة حقيقية، وليست مقاشتك الديكور، ومغراف فقط؛ وهذا العمل لايحتاج الى (كلستر) أو مستشارين من الأمم المتحدة، أو خبراء من الاتحاد الأوربي، أو أمريكا وروسيا، أو دعم من الهلال الأحمر الإماراتي، أو مركز الملك سلمان.
إنه الفشل ياعم فري سالمين ولاسواه، فأنت ومن معك من مديرين ومستشارين تعجزون عن معالجة مشكلة الأتربة التي تسبب لنا الغبار خلال أسابيع، وكنتم تستطيعون أن تعالجونها خلال سويعات، فكيف بالله عليكم ستحكمون محافظة مثل حضرموت مساحتها وسكانها أكبر من دول مجاورة وغير مجاورة.
وفشلك هذا ناتج، بسبب أنهم أتوا بك من خارج الزمان والمكان فجأةً، لتتولى حكم أكبر محافظات اليمن التعيس، فلا يمكن أن تكون أنت والحرب والفقر والجوع والأمراض وأخرها الغبار ضدنا، فكن على يقين بأن هذه الأمور ستحصل مراراً وتكراراً، فأرجوك لاتتأخر كثيراً في النزول بمقاشتك العجيبة الى الشارع.
الكلمة ومعناها:
فري سالمين: محافظ حضرموت الحالي.
المقاشة: المكنسة اليدوية.
