آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:51ص

الهيثمي والعربي ورجال الثورة .. ماذا قدمنا لهم

الأربعاء - 15 أغسطس 2018 - الساعة 01:42 م

جهاد حفيظ
بقلم: جهاد حفيظ
- ارشيف الكاتب


القادة من الرجال الذين لايزالون على قيد الحياة هم ثروة لاتقدر بثمن كونهم يجسدون تاريخ وشاهد عيان لمراحل سياسية خاضوا فيها ملاحم بطولية دون من أو أذى منهم لأنهم خرجوا من معاناة المستعمر البريطاني الذي جثم على صدر هذة الامة الجنوبية قرن ونيف من الزمن وتفجرت في ذلك الجيل الرائع منذ الخمسينات وحتى الاستقلال الوطني وهنا نشير إلى أمر مهم جدا ويبتعد الكثير من إظهار وتوثيقه لمرحلة سياسية واجتماعية في المنطقة الوسطى محافظة ابين فيه الكثير من العبر والمواقف والنبوغ المبكر لرجالات المنطقة في تلك المرحلة ويعيبها أن الترابط الاجتماعي والعلاقات القبلية بين المناضلين والعرف المتجسد حتى في الاختلاف السياسي الذي يحتفظ به مناضلي الثورة الام في عدم سرد ذلك التاريخ بشفافية لأنه من العرفان له أن يذكر بكل ماحمل والأجيال التي ليس لها تواصل مع ذلك التاريخ لن يكون لها مستقبل .

وما دفعني للإشارة لهذا الموضوع هو عدم تبني ذلك الباب من توثيق هذة المرحلة بعيون محلية وشابة تجعل منهم تواقين لمعرفة تاريخ منطقتهم واجزم أن هذا الباب لم نراة في كثير من الدراسات العليا كرسالة الماجستير والدكتوراه وهو غني بالاحداث الفريدة والتي تتميز بها هذة المنطقة وعندما تجلس مع شخصيات مخضرمة حاضرة بثقافتها وتنوع مشاربها تشعر أن ذلك التاريخ ألزاما علينا البدء في تدوين تلك المرحلة ولاشك أن هناك من حاول توثيق جزء بسيط من تلك المرحلة في كتب نادرة مثل كتاب المنطقة الوسطى ثورة ورفض لعبدالمجيد القاضي وماكتبة المؤلف محمد صالح حيدرة ونأتي اليوم عندما التقينا بالمناضل عبدالله محمد الهيثمي المعروف بدماثة اخلاقة وتنوع مشارب ثقافتة وحضور تاريخ هذة المنطقة وغيرها في اهتمامة ومكتبتة المتواضعة في قاهرة المعز في جلسة نادرة كان لها وقع خاص في نفسي ويحزنني أن تلك المعلومات والأحداث لم تأخذ نصيبها من التوثيق عند أجيالنا الشابة والتي أنجزت دراساتها العليا في كثير من المجالات المكررة والتي لا تظهر حجم وعنفوان ونبالة وشجاعة ذلك الجيل والذي اختصر تعريفة في مرور للكاتب الكبير امين الريحاني في كتابة ملوك العرب عندما أشار إلى دثينة والعواذل كتسمية جامعة للمنطقة الوسطى (أن العواذل إذا عدنا من مناطق الواحدي غربا اجتزنا بلاد العوالق عند الخط 14شمالا من خط الاستواء نصل الى دثينة بلاد العواذل البدو وهي ملتقى الأودية الثلاثة ومنها مران وتربتها خصبة ورجالها أشداء ودثينة في الماضي عاصمة التمرد وديرة العصيان ولقد رفض العواذل الحماية الانجليزيه وحاربوا الجنود الذين صعدوا من عدن إليهم فعزموهم وردوهم خاسرين ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا التخلص من النفوذ الاجنبي لان جيرانهم العوالق رفقاء الإنجليز وانصارهم وقيل لي أنهم خرجوا على السلطة البريطانية وانتقم الإنجليز من المقيمين منهم بعدن واجلوهم منها بالسياط ) كتاب ملوك العرب لأمين الريحاني ..

كنت ولازال شغوفا بالجلوس مع كبار السن والمناضلين منهم على وجه الخصوص وربنا يطول اعمار من هم على قيد الحياة لأنهم لم يحضوا باي اهتمام وكما رحلوا عنا تباعا وهم واقفين على أرجلهم لم يتزلفوا ولم يسعوا لمناصب بل ظلوا كالاهرامات شواهد تاريخية نستظل تحت هاماتهم وكم هي كبيرة وعزيزة ومنهم المناضلين الافذاذ الوالد عبدالله محمد الهيثمي والذي كنت استشيره في اي لقاء به في صنعاء عام 2012 عندما كنت اعد كتاب اللجان الشعبية حوس ورفاقة الميامين كان أستاذا في التوجية لي في كل جلسة قات وهو في العقد السابع اليوم من العمر وله من الاحفاد أنهوا دراستهم الثانوية بمصر ولم يستطيعوا إكمال دراستهم الجامعية لعدم وجود منحة دراسية الا يستحقوا هذة الخدمة البسيطة في ظل وجود أبناء مسؤولي مابعد تسعين في كل اصقاع الارض منح حكومية نرجو وصول رسالتنا الى رئيس الجمهورية والتوجيه بذلك وهناك الاستاذ والمربي والمناضل عربي عبدالقادر حسين اطال الله عمره لم ينال ماناله المناضلين المراهقين وهم كنوز تاريخية من الأحداث في مرحلة سياسية أن لم نطلع عليها فلامستقبل لنا لان اي شعب ليس له تاريخ وثقافة واعراف وقيم لن تنمو في ثقافة ابنائنا واجيالنا تلك القيم المثالية من التضحيات وحجم النضال والذين يحاولون طمس هذا التاريخ لن يحملوا في سلوكهم الا هشاشة القيم وإظهار تاريخ مزور لانجد شاهد عيان ورجال عاصروا تلك المرحلة.