آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-10:44م


ألم رحيل ارواحنا

الإثنين - 13 أغسطس 2018 - الساعة 10:44 م

جمال محسن الردفاني
بقلم: جمال محسن الردفاني
- ارشيف الكاتب


كلما تفائلنا وحاولنا أن نعش أجواء فرحة أو إحتفال بهيج تأبى الحياة إلا أن تضاعف فينا حجم الخسارات، وتجعلنا على المحك، وكإن سبع عجاف تلتهم سنيننا رويدا وتأخذ مِنا كلما هو جميل في هذا الوجود؛ تتركنا نعش صدمة المشهد .. كيف لي أن استقبل خبر وفاة صديقي وأخي ورفيق دربي، م. محمد برعود العوبثاني ، كيف تجرأت الحياة على أخذك في حالة برود وبصمت مُخيم.! الوجه الحضرمي المشرق إبن شحير الذي قررنا سوياً في ذات يوم الإلتحاق بجامعة عدن، ما أن أتم الوقوف على عتبة التخرج إلا وكان القدر أسرع، ليغادر الى جوار الرحمن، غادر ليتركنا مكلومين، نعض أصابع الندم لرحيله المبكر ونذرف دموع الحزن لهول الخسارة الكبيرة والمصاب الجلل..

صديقي ورفيق دربي، لقد تركتنا نعش صدمة المشهد وفي عجز تام عن التعبير، عجز عن وصف الشعور، وعمق الجراح، ذُبحنا من الوريد إلى الوريد، كيف لا وانت ترجلت عن الحياة وفقدنا إبتسامتك، ضحكتك، روحك الطيبة، إخلاقك، قيمك، وتلك اللحظات التي قضيناها معاً، تركتنا في عز التعلق بوجودك - حيث تنير لنا الطريق ونستهدي بوقع إبتسامتك الصادقة وروحك البشوشة ..

صديقي الحبيب، الرفيق الراحل عن الوجود، سنصلي وتظل دعواتنا تلفك، وايادينا ترتفع لمناجاة الرحمن، تضرعاً بمغفرة ورحمة تغشى روحك، تجعلك في نعيم، في جنة عرضها السماوات والأرض، فليدم الله رضاه عليك وليسكنك فسيح جناته، إننا لله وإنا إليه راجعون؛ إننا على فراقك لمحزونون ..