آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-10:44م


جزيرة سقطرى والديمقراطيون الجدد!

الإثنين - 28 مايو 2012 - الساعة 02:52 م

عبدالجبار بن أحمد السقطري
بقلم: عبدالجبار بن أحمد السقطري
- ارشيف الكاتب


قبل أيام من الآن جمع الفيسبوك بي مع أحد قيادات أحزاب اللقاء المشترك, فكانت أول سطوره "لماذا هذا الهجوم يا سقطري" فرددت عليه بالإستيضاح "نعم سيدي" , فما كان منه الا القول " لماذا هذا الهجوم علينا وبهذه الطريقة" , وبصراحة كانت كلماته تلك غير مستغربة بالنسبة لي لأني قلت يوماً بأني "كفرت بالحزبية العمياء التي ليست الا شعارات دون برامج وتطبيق ووعي بالديمقراطية" وهي التي دفعته للرد بتلك الطريقة والتي تعتبر كل مخالف لتوجهه عدو حتى يثبت الولاء لرؤيته او يلج الجمل في سم الخياط , وهذا ما أعتبره أفلاس من بعض كوادر احزاب اللقاء المشترك والتي أصبحت تغرس اللا ديمقراطية في جزيرتنا الغالية سقطرى..

أرضي وموطني ومسقط رأسي سقطرى التي كانت وما زالت تبهر العالم بطبيعتها وسحرها وطيبة أهلها وكرمهم رغم قلة الأمكانات أصبحت اليوم محط أنظار الساسة والكوادر الحزبية لغرض في نفس يعقوب مع علمي الغير أكيد أن قلوبهم لا ينتابها ذلك الشعور الذي ينتابنا نحن الذين تربينا وترعرعنا في جزيرة سقطرى عندما نتنفس عبق جزيرتنا او نمشي على سواحلها الرملية الدافئة او عندما تلمس مياه شواطئها أجسادنا , فقد وصلوا الى جزيرتنا وكل ما يجول في خواطرهم وما يتردد على ألسنتهم "هل أنت إصلاحي او مؤتمري او إشتراكي ...الخ "بحيت أن رضوا عنك تكون مقدساً وربما تصل الى مرتبة بابا يوحنا , ومن النادر جدا من يفكر في جزيرة سقطرى او حتى يوعي الناس بمعنى الديمقراطية التي تحولت على أيديهم الى "ذم قراطية" مما أدى الى تدهور وضياع رابطتنا السقطرية المحلية..

إن أكثر ما يعيه أبنائنا في سقطرى شيئ أسمه الوطن وأنه ليس هناك شيئ أغلي منه , فنحن لم ننخرط في السياسة ولا في التحزب ومنذ بدأت تدخل تلك المصطلحات بطريقة فوضوية إستغلالية غير ديمقراطية بدأ ذلك الحلم الذي أسمه الوطن بالتأرجح لأن الجميع يستخدمه من اجل مآربه فأختلت تلك الصورة في عقول البسطاء من أبنائنا , ومن هنا قامت الثورة وركب الجيمع اليوم قطارها والتي نتمنى أن تصل رسالتها للجميع بأن من يريد الوصول الى قلب أبناء سقطرى فعليه الأهتمام بنا كبشر وبجزيرة سقطرى الخالدة وأن نلمس ذلك وأن يتم توعية الناس بالديمقراطية ونجدها في تصرفاته وأعماله وليس ديمقراطية من أجل مكانة ومنصب سياسي وإجتماعي ومالي مرموق..

اليوم يقف المجلس الوطني لشباب أرخبيل سقطرى شامخاً من أجل تجميع الشخصيات والكوادر السقطرية الشبابية للنهوض والسير من أجل تحقيق أهدافها وليس تحقيق تلك الأهداف والرؤى الضيقة التي نشاهدها ونلمسها على أرض الواقع في كوادر تلك الأحزاب الكرتونية الخالية من أبسط أبجديات العمل الديمقراطي.

 

[email protected]