ياعم فري وينك شي ديك نقف عينك

شارف شهر نوفمبر التحرير والاستقلال على الرحيل، ومازال راتب شهر اكتوبر المجيد الذي انطلقت فيه شرارة الثورة من قمم جبال ردفان الشماء، في غياهب الجب السحيقة، لانعلم أهو سعيد أم حزين، أم إنه خجول من الريال السعودي والدولار، ولم يعد له وجه يقابل به العملات الأخرى التي في مستواه، لأنه أصبح هرِماً بسبب الحرب الدائرة، والمربعة، والمستطيلة.

ياعم فري سالمين وينك شي ديك نقف عينك، واصبحت لاترى معاناة الكثير من الناس، أم أن السيارات الضخمة، و الفلل الفخمة، واللحم المندي والمضبي، و(العيد السمينة) أنسوك ما نحن فيه. أما علمت ياعم فري بأن حكومتنا مغلوبةً على أمرها، فهي مشغولة بالتحرير وليس الاستقلال للمناطق المحتلة. وآخرون مشغولون بالاستقلال لا بالتحرير، ناهيك على أنها حكومة الِفت العمل بنظام الجمهورية اليمنية، المبني على سلسلة لانهاية لها من روتين حكومي، شي معقد وشي منفوش.

وأنت ياعم فري، تريد من حكومتنا الرشيدة أن تؤدي واجباتها البسيطة، تجاه شعبها المكلوم، وابسطها صرف الرواتب الشهرية لموظفي القطاع العام والمختلط في مرافق العمل والانتاج المدني. ياعم فري حكومتنا لم تدفع لجيشها في المناطق المحررة. أتريدها أن تدفع لنا، أو تدفع لوزرائها حول العالم العربي والاسلامي والغربي.

ياعم فري، ألا ترى العذاب الذي يعاني منه غالبية الناس بسبب تأخر صرف الرواتب الشهرية ، أما كان حريٌ بك أن تدخل الفرحة على قلوبهم وتعدهم بصرف راتب شهري اكتوبر ونوفمبر لعام 2017م معاً؛ ونوفمبر مستحق الدفع وذلك لانقضاء أكثر من منتصف المدة.

ياعم فري، انظر لنا فنحن نموت يومياً مئات المرات، حتى اصبح الموت راثياً لنا، وقال مالم يقله ابا نواس في الخمر من أشعار، ولربما قال فينا المراثي الاف المرات، أو توسل لنا في الشوارع والطرقات.

فتدخلك سيحيي الكثير من الأنفس الجياع، وسينقذ الكثير من الأرواح المريضة، التي لاتستطيع أن تشتري بعض الأدوية البسيطة، فسارع ربما أدخلك الرحمن جنةً عرضها السموات والأرض، ودع عنك قطع شجرة السيسبان، فهي غذاءٌ لبعض البهائم.

وتدخلك لايعني أن تقوم بعمل الحكومة المريضة، التي ورثت تركة الرجل المريض، ولكننا نريد تدخلك كسلطة محلية مسؤولة عن الشعب في حضرموت (وليس فريق شعب حضرموت) كدعمك للأدوية وأغذية الأطفال، في المستشفيات الحكومية، والخاصة، ولربما فتحت مطعماً مجانياً للجياع.

الكلمة ومعناها:

- فري: فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت في الوقت الحالي.

(العيد السمينة): سمكة السردين السمينة.