آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


حكام ومناضلين وسط الفنادق ساكنين

الإثنين - 06 نوفمبر 2017 - الساعة 10:38 م

ياسر علي
بقلم: ياسر علي
- ارشيف الكاتب


حكام ومناضلين يسكنون أرقى الفنادق، ويركبون افخم السيارات، وتحرسهم أحدث الطائرات، ويتجولون في المدن الأسيوية والأوربية والافريقية، متى ما أرادوا، ونحن حتى بحر شقيقنا الصومالي لا نستطيع الوصول إليه.

 

ومن الفنادق يتحدثون عن الحرية والاستقلال، واليمن الاتحادي، والدولة الجميلة القادمة، وبالغد الباسم يترنمون، وبشن المزيد من الحروب يتوعدون، وبمآسينا يستثمرون، وبأوجاعنا وآلامنا وفقرنا وقتلانا يتاجرون.

 

يحكمون ويعارضون ويحاربون من الفنادق، فيها يحيون الليالي الحمراء، و بألذ الطعام والشراب يتسامرون،  ونحن بالليالي السوداء نستظل، وعلى أصوات البعوض ننام، وفي الطرقات والشوارع نتجرع الموت الماً وفقراً، وبحبة روتي، وواحد شاهي نسد جوعنا، لمن استطاع اليه سبيلا.

 

أولادهم في أجمل العواصم يتجولون، وفي ارقى المدارس والجامعات يدرسون، وفي أفضل الحدائق يتسامرون، وأولادنا بأقذر الطين يلعبون، وبين القمامة يلهون، وعلى طفح المجاري يبنون مستقبلهم.

 

بالأمس من الفنادق يحكمون، واليوم من الفنادق يعارضون، ويخططون ليزيدوننا بؤساً على بؤس، وبالشر يتوعدون، وبالقتل يهددون، ليشعلوها حرباً شعواء فيما بيننا وفي مدننا، ويبيعون لنا الوهم، على انه الحقيقة المطلقة، ومستعدون للتضحية بالعشرات والمئات منا.

 

فكونوا على يقين أيها الحكام، ويا أيها المعارضون، ويا أيها المناضلون، يا من تسكنون فنادق الرياض وابوظبي والقاهرة وصنعاء وعدن والمكلا ومأرب، بأن ما أنتم فيه زائل، لأنكم بيادق في رقعة شطرنج يملكها آخرون، فانتم في أرض الفنادق، والشعب في أرض الواقع، لذا لن تنجحوا، حتى تعيشون بيننا، وتتجرعون ما نتجرعه من فقر وجوع وأمراض، وغياب لكثير من الخدمات، وارتفاع أسعار السلع الغذائية؛ وتعيشون عيشة المناضل (المهاتما غاندي).