آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


الهلال الإماراتي ومركز سلمان والعمل خارج قصعة الفاصوليا

الإثنين - 30 أكتوبر 2017 - الساعة 08:00 م

ياسر علي
بقلم: ياسر علي
- ارشيف الكاتب


ساهم مركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الإماراتي، ومازالا يساهمان في إغاثتنا نحن سكان الجمهورية اليمنية المنكوبة بسبب الحرب الدائرة، في عدة مجالات، أبرزهما مجالي الصحة والعليم، وتوزيع المواد الغذائية، والتي عجزت حكومتنا، ووزراؤها الميامين، ومعارضيها، ومحاربيها البالستيين، في تقديمها لرعاياها داخل البلاد وخارجها.

 

ومع دخولنا مرحلة (تحت دُقُف الفقر) والتي تأتي أسفل (خط الفقر) بعشرات الأمتار، لم يعد أسلوب توزيع المساعدات، والمعونات الغذائية يجدي نفعاً، وهو الأسلوب الذي اتبعته الجمعيات الخيرية والتي كانت تديرها الجماعات والأحزاب ذات التوجه الإسلامي، ومن ثم دخل المؤتمر الشعبي العام في هذا المجال منافساً لها في توزيع المواد الغذائية عبر مؤسسة الصالح؛ وكان عملهم موسمياً في رمضان والعيدين، وعند فتح المدارس أبوابها، أو (ترنيق مدرسة)، أوحفر بعض ابار المياه، أو عمل (كرفان) في المناطق الرعوية النائية؛ وهذا العمل يشبه الدوران داخل (قصعة الفاصوليا)، وكان هذا العمل يجدي نفعاً أيام ماكانت الدنيا بخير، عند كثير من الناس العفيفين وعزاز النفوس؛ وهذا الأسلوب في توزيع المساعدات اتبعه مركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الإماراتي، (جزى الله القائمين عليهما خير الجزاء) في العمل الاغاثي، ومن ينكر فضلهما ليس بأعمى، بل هو جاحد؛ وهذا الأسلوب لم يعد يناسب المرحلة الحالية التي أوصلتنا الحرب إليها، وهي مرحلة (تحت دقف الفقر)؛ وهذه المرحلة والتي فيها يجب العمل خارج (قصعة الفاصوليا)؛ باستخدام أساليب أخرى في العمل الإغاثي.

 

إن أبسط هذه الأساليب، وأكثرها استخداماً، أسلوب العمل بنظام البطاقة التموينية، والتي ستعمل على التوزيع العادل للمواد الغذائية في المناطق المحررة، بعد حصر الأسر الفقيرة، لتوفير المواد الغذائية لها، وتحت اشراف الجهات العاملة في الميدان؛ كذلك السعي لإقامة أو تخصيص محلات تجارية أو جمعيات تعمل على بيع المواد الغذائية المدعومة بحيث يدفع المواطن ما نسبته خمسون بالمئة من قيمة السلعة، وتتحمل الحكومة والمراكز الإغاثية وفي طليعتها مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي بقية النسبة.

 

وهذا الأسلوب في العمل سيساهم في التخفيف من الفقر الذي نتجرعه مراراً وتكراراً ، وكلنا في هذه الأرض أصبحنا فقراء، وسنعاني الجوع والأمراض إن لم يتحول العمل من داخل قصعة الفاصوليا إلى خارجها.

 

الكلمة ومعناها:

- قصعة الفاصوليا: علبة الفاصوليا.

- تحت دُقف(بضم الدال) الفقر: أسفل صخرة الفقر.