آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


الابن الضال (الريال اليمني)

السبت - 21 أكتوبر 2017 - الساعة 07:59 م

ياسر علي
بقلم: ياسر علي
- ارشيف الكاتب


ما يزال المتصارعون في طغيانهم يعمهون، وباستمرار الحرب يتوعدون، وعلى الجبهات يقبلون، ليكرموها بخيرة الشباب الطائشين؛ وعن الفقر والجوع مدبرين، تاركين الشعب يواجه الفقر والجوع والأمراض، وسوء المصير.

 

ومن بيدهم السلطة والقرار في عدن وصنعاء ومأرب وحضرموت، تركوا الريال يواجه مصيره المحتوم، ليدوس عليه الأقوياء من سادة العملات العربية والأجنبية، وفي طليعتهم الدولار الأمريكي سيد كل العملات العالمية.

 

فالتخلي عن الريال اليمني من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية، دون تدخل سيؤدي إلى انتشار المجاعة في بلادنا المنكوبة، حينها سيلعن كل الشعب كبيره وصغيره، كل الأطراف المتحاربة الداخلية والخارجية، والذين سيجدون أنفسهم بين ليلة وضحاها، بلا قاعدة شعبية توفر لهم الدعم والملاذ الآمن؛ وسيكون هذا الشعب فريسة للمشاريع الوهمية، وللوعود الوردية، من أطراف نظن أننا نعرفها، ونحن في الحقيقة لا نعرفها.

 

وإذا كان لا طاقة ولا قدرة لكم لرعاية ابنكم الضال(الريال اليمني) الذي تبرأتم منه، و تخليتم عنه وتنكرتم له، وهو دليل تخليكم عن كل فئات الشعب من عمال وفلاحين وكادحين وبرجوازيين، وارستقراطيين، واقطاع ، ورجعيين، وغيرها من فئات الشعب الأخرى، ليكون فريسةً لـ(لصوص) الأزمات والحروب والصراعات.

 

 فقوموا على الأقل بعمليات استباقية تحفظ لهذا الشعب ما تبقى له من كرامة وحرية، ومن هذه العمليات ارفعوا رواتب العاملين في كافة القطاعات العامة والخاصة والمخصوصة؛ ليتمكن كل انسان في هذه الأرض من توفير ابسط احتياجاته اليومية.

 

او اصرفوا للعاملين بالعملات الأخرى كالدولار الأمريكي أو الريال السعودي أو الدرهم الإماراتي، مثلما تصرفون لأنفسكم ولأولادكم وأقاربكم بالعملات الصعبة؛ وإلا فإنكم لن تدخلوا الجنة ولن تجدوا ريحها، إلا اذا أحببتم لنا ما تحبون لأنفسكم.