بهاليل القوم !!!

بهاليل القوم، لا طعم لهم ولا لون، وهم موجودون في كل الأحزاب السياسية، والمنظمات والمؤسسات المدنية وغير المدنية، الحكومية وغير الحكومية، وفي السلطة والمعارضة، والجماعات الدينية، المتشدد منها والمعتدل، والحركات التي تنادي بالعيش بحرية وكرامة، وغد مشرق وواعد بالأمن والأمان؛ ويلبسون أحسن الثياب، او رثها؛ وبعضهم يحمل أعلى الدرجات العلمية، والبعض منهم تجده أسفل الدرج، ويعيش تحت الأقدام.

بهاليل القوم هم أناس يعيشون بيننا لاحول لهم ولاقوة من الأمر شيء، البعض منهم يعيش بحسب  الأوهام التي تدور في رأسه، ويؤمن بأنه على حق، والآخرين في ضلال، وأعداء للوطن، وهذا النوع من البهاليل مستعد للتضحية بحياته وحياة من يعيل لأجل القضية التي يؤمن بها؛ والبعض الآخر منهم يعرف ماذا يفعل، وماذا يريد، ومتى يتكلم، ومتى يصمت، وينفذ البهاليل الذين تحته كل مايريد، دون تفكير، أو صحوة ضمير.

بهاليل القوم يهجرون ويكّفرون كل من يخالفهم، ويذبحون كل من يعارضهم، ولايستمعون إلا لمن يمشون في فلكهم، فهم لايفرقون بين السماء والأرض، وبين الحقيقة والوهم، وبين العالم الحقيقي والافتراضي، ولايفقهون من تاريخهم شيء.

بهاليل القوم، يناقشونك بما يعرفون، وبما لايعرفون، ولايستمعون إلى أحد يخالفهم الرأي، أو ينصحهم، من داخل الصف أو خارجه؛ وإن تحدث أحدهم، لاتفقه من قوله شيئاً؛ وإن لم يستطع أن يقنعك بقضيته اتهمك بالخيانة والعمالة لأطراف داخلية وخارجية.

ونحن في هذه البلاد أُبتلينا ببهاليل القوم الذين يحللون الأوضاع من خلال الاشاعات المنتشرة والمتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، ويخططون للمستقبل بوعود وأوهام لا يوجد لها أثر على الواقع، ودائماً تأتي من كبار بهاليل القوم.