آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:24ص

باي باي ميسي

الثلاثاء - 10 أكتوبر 2017 - الساعة 08:52 م
وليد التميمي

بقلم: وليد التميمي
- ارشيف الكاتب


ما لذي قدمه ليونيل ميسي لمنتخب بلاده الارجنتين طوال 12 عاما، لا شيء سوى بحور من الدموع والنحيب الطويل بعد سلسلة من الهزائم والخروج المذل من بطولات عالمية وقارية.

من يصدق أن ليو ميسى صانع العهد الذهبي للبرشا، خسر أربع نهائيات في مسيرتة وهو يتريدي فانيلة التانجو، 3 منها في كأس كوبا أمريكا، ونهائي كأس العالم أمام ألمانيا، وفي المباريات الأربع ظهر ميسي كلاعب أقل ما يوصف بأنه عادي بلا روح، أوشغف حقيقي لكتابة التاريخ مع منتخب الشمس الذهبية.

وفي جرده سريعة على إخفاقات ميسي دوليا سنجد أنه خسر مع الارجنتين ضد البرازيل 3-صفر في نهائي أمريكا اللاتينية عام 2000ومع تشيلي مرتين بركلات الترجيح 2015-2016، بعد التعادل السلبي في الوقتين الإضافيين، وأمام ألمانيا بهدف نظيف في 2014، لاحظوا جيداً المنتخب الذي يقال بأنه يمتلك أفضل لاعب في العالم في السنوات الأخيرة وترسانة من النجوم في خط الهجوم فشل طوال 450 دقيقة في إحراز هدف واحد، دون أن ننسى خروج الأرجنتين من دور الثمانية على يد ألمانيا في مونديال جنوب أفريقيا بهزيمة قاسية بأربعة أهداف نظيفة أيام كان ماردوانا مدربا للمنتخب وميسي نجمه الأوحد.

 ما من شك أن "البرغوث" ليس وحده الذي يتحمل مسؤولية الانكسارات الارجنتينة المتوالية، فالمنتخب منذ خسر كأس العالم في إيطاليا العام 90 أمام ألمانيا أيضاً بهدف بريمة من ضربة جزاء، دخل في مرحلة من الإحباط النفسي وانعدام الثقة لم يكن الفوز بكأس كوبا أمريكا في 1993 على المكسيك بقيادة جابريل باتيستوتا، كافياً لمحو أثارها، وجأت "فضيحة" تعاطي ماردوانا للمنشطات في كأس العالم 94 لتشكل علامة فارقة في اهتزاز صورة الارجنتين التي ودعت البطولة في دور الستة عشرة بالهزيمة أمام رومانيا 3-2، ظلت الارجنتين بعدها لسنوات في انتظار القائد الملهم، راهنوا على ريكلمي وتيفيز قبل أن تبزغ موهبة ميسي في زمن عانى المدربين فيه من التمخة في النجوم لاسيما في خطي الهجوم والوسط، فاضطروا لإتباع سياسة التدوير ما بين تيفيز واغويروا وميليتو وهيجواين وبلاسيو وقبلهم العقرب كرسبو وباتي جول، بينما كان الثابت الوحيد في السنوات العشر الأخيرة، ميسي، الذي ظل تألقه قاصرا على المباريات الهامشية، أما في المواعيد الكبرى فأنه بالعادة يختفي ويستسلم ببساطة للرقابة، لضعف حيلته وفقدانه التفاهم مع رفاقه وانسداد أفق مدربي المنتخب الذين عجزوا عن إيجاد الحلول التي تكسر الحصار الذي أحاله إلى مجرد اسم داخل المستطيل الأخضر بلا أي فاعلية أو أدنى أثر، وسرعان ما بدأت المنتخبات تستنسخ تكتيكات عزل ميسي، وتحقق نجاح لافت في تطبيقها أدى  إلى أن تنتقل عدوى العجز التهديفي للمنتخب الارجنتيي في مباريات مع خصوم ليسوا مع العيار الثقيل، كما جرى في مواجهة بيرو الأخيرة وقبلها فنزولا وحتى الأرجواي في التصفيات التمهيدية للصعود لنهايئات كأس العالم في روسيا، ما رفع من أسهم التكنهات بإمكانية عدم تأهل أحفاد مارادونا وكومبس للمونديال. واعتقد أننا فجر الأربعاء سنكون على موعد مع إقصاء الإرجنتين فعليا من المنافسة، بخسارته أو حتى تعادله مع الاكوادور المنتخب العنيد على أرضه المرتفعة عن ساحل البحر والذي سبق أن هزم التانجو على أرضه في افتتاح التصفيات بهدفين نظيفين.

لذا أنصح عشاق الارجنتين ومشجعي البارشا أن يناموا اليوم باكراً، فمشهد ميسي والدموع تنهمر من عينيه بغزارة في النهائيات التي خاضها، سيتكرر بعد ساعات، حينها سيسدل الستار الأسود على مسيرته كلاعب دولي خيب آمال بلاده، وبات من الأجحاف حتى مقارنته بكريستيان رونالد، حتى لو تأهل للنهائيات بخدمة مجانية من البرازيل أو غيرها أو عبر الملحق، لأن وجوده في كأس العالم لن يختلف كثيراً عن سابقيه.