آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-12:30ص


حضرموت تعلن الحرب

الخميس - 06 يوليه 2017 - الساعة 02:41 م

ياسر علي
بقلم: ياسر علي
- ارشيف الكاتب


من عجائب هذا الزمان الذي نعيش فيه تحول القيم وتغيرها من الايجابية إلى السلبية، ويصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً. ومن هذه العجائب أن يبدي بعض أولياء أمور الطلاب في حضرموت استنكارهم وغضبهم وحنقهم على النتيجة التي أعلنتها تربية ساحل حضرموت، والتي تميزت هذا العام بشن حرب شعواء على ظاهرة الغش، التي أصبحت حقاً مكتسباً للطالب؛ يلقى عليه تأييداً ومؤازرة من ولي أمره خاصة، والمجتمع عامة.

 

وشكلت نسبة نجاح الطلاب في هذه الامتحانات للعام الدراسي 2016-2017م (62%) صدمة قوية لدى أولياء أمور الطلاب الذين رسبوا وعددهم(4.219) طالباً، من اجمالي المتقدمين لهذه الامتحانات، وعددهم (11.890) طالباً وطالبة، نجح منهم (6.763) في مدارس ساحل حضرموت.

 

وبهذه الخطوة تكون تربية ساحل حضرموت استطاعت أن تعيد عربة واحدة من قطار التعليم الى مساره الصحيح، بعد أن عاثت فساداً في طرقات أخرى، نتج عنها تخريج دفعات متتالية من شباب(أشباه متعلمين) لايحسنون القراءة ولا الكتابة إلا في حدود ضيقة، لايعلمون عن تاريخهم وهويتهم وحضارتهم إلا أقل القليل، وهذا ما نراه في لباسهم وكلامهم؛ ويصبحون حينها عرضة للتطرف والانحراف. ويحز في النفس أن نرى هؤلاء الشباب يتدافعون نحو الجامعات كالقطعان ويخلقون المشاكل والأزمات عند فشلهم في الالتحاق بها.

 

وهنا ندعو تربية ساحل حضرموت أن يطبق نفس الأسلوب في امتحانات الثانوية العامة التي ستجرى في 9يوليو الحالي وستختتم في 24يوليو للأدبي، 26يوليو للعلمي. لتكون حضرموت نموذج في التعليم الحقيقي والصحيح، والذي من خلال شبابها المتعلم نستطيع القفز نحو المستقبل بعقول متنورة، لأن الأوطان تبنى بعقول وسواعد شبابها المتعلم.

 

إلا أن هذه الخطوة الصغيرة نحو تصحيح التعليم في حضرموت لابد أن تمر بمراحل أولها التركيز على الصفوف الصغرى وتحديداً من الصف الرابع إلى الصف الخامس، وأهم هذه الخطوات تغيير مناهج التعليم الحالية، ليتمكن أولادنا من القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية؛ ثم مناهج المرحلة التي تليها وهكذا، فالمناهج هي من تخلق الأجيال المتعلمة التي تعي ما تقول، وتفهم ما يدور حولها من متغيرات.

 

وكذلك رفد هذه المرحلة من التعليم بمدرسين أكفاء ومؤهلين ومتخصصين، وليس مدرسين من أصحاب الحالات النفسية، أو من المغضوب عليهم في أروقة التربية والتعليم.

 

فتحية وألف تحية لتربية ساحل حضرموت التي أعلنت الحرب على (الغش) الذي أتمنى أن يستمر، حتى تكون حضرموت نموذجاً في التعليم، مثلما كانت في فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.